الصادق الرزيقي

حكايتنا معها.. وورشة اليونسكو..

العلاقة مع واشنطن.. > تتأرجح العلاقة السودانية الأمريكية، ليس بسبب الطقس السياسي العام في الداخل السوداني وحده، فدرجة التشدُّد التي تعتري المؤسسات السياسية الأمريكية وبعض المواقف المتطرفة لدوائر عديدة تصنع القرار في واشنطن، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية واحتدام السباق نحو البيت الأبيض. > ففي الأخبار، أن عدداً من الأعضاء في مجلس الشيوخ وفي الكونغرس، طالبوا الرئيس باراك أوباما الذي سيغادر البيت بعد أشهر معدودات، بتشديد العقوبات على السودان، وفرض حظر على صادرات الذهب السوداني والضغط على كل من المملكة العربية السعودية وقطر لوقف دعمهما المباشر للسودان عبر استثماراتهما وقروضهما. ووقَّع «120» عضواً في الكونغرس وسيناتورات في مجلس الشيوخ على عريضة رُفعت للبيت الأبيض الأسبوع الماضي، وقاد هذا العمل عضوان مناوئان للسودان ويعدان من غُلاة معارضيه، هما جيم ماكفرين وجوزيف بيست. > وهذه المذكرات والمطالبات للبيت الأبيض بتشديد العقوبات، لم تنقطع طيلة الفترات الماضية سواء أكانت في سنوات أوباما الثماني، أم سلفه جورج بوش الابن أو الرؤساء السابقين، وعادة يتعامل معها البيت الأبيض بأسلوبين مختلفين. فإما أن تجد صدىً واستجابة وتُفكَّك إلى إجراءات مختلفة ومتنوعة تؤدي ذات الغرض، أو تتمهل الإدارة الأمريكية بترك مسار العلاقات يمضي على الوتيرة التي تقررها مؤسسات القرار بشأن السودان في الخارجية ومجلس الأمن القومي، أو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. > ولا يفوِّت أعضاء الكونغرس أو المتشددين في مجلس الشيوخ فرصة لاقتناص السودان إلا وانتهزوها. ففي موضوع الذهب السوداني، كانت هناك قبل أشهر قليلة مؤامرة ضد السودان قادتها واشنطن وحلفائها الأوروبيين في مجلس الأمن الدولي لوقف تصدير الذهب من السودان بحجة توظيف عائداته في الحرب ومنع الحكومة من الاستفادة منه، لكن مشروع القرار أُجهض في مهده بواسطة حلفاء السودان الدوليين روسيا والصين. ويبدو أن السيناتورات وأعضاء الكونغرس قد استيأسوا من صدور قرار أممي من مجلس الأمن الدولي، ولجأوا إلى أسلوب العقوبات الأحادية كما هو حادث منذ عهد كلنتون عندما فُرضت عقوبات اقتصادية جائرة وظالمة على بلدنا بلا سند أو مبررات حقيقية ومقنعة، مما ألحق ضرراً فادحاً بالشعب السوداني وليس الحكومة. > مقابل ذلك تُطلق الإدارة الأمريكية من حين لآخر تصريحات خجولة، إما من مسؤول صغير في وزارة الخارجية في واشنطن أو من سفارتها في الخرطوم، يتحدث عن استمرار الحوار ووجود تفاهمات بين الجانبين، وأحياناً ترسو سفينة دعم من المعونة الأمريكية في ميناء بورتسودان، لا تنفك بعض الجهات في الجانبين من تضخيمها كأنها فاصلة بين زمنين في العلاقة المتأزمة، وتشحذ على أنها مؤشر لتحسن طفيف أو متوقع في العلاقات.. > وفي إطار التأرجح الذي نقصده، لا توجد حتى اللحظة موجودات في اليد تؤكد أن واشنطن ماضية في طريق التفاهم لعودة العلاقات إلى طبيعتها. فالإدارة الأمريكية عاجزة أن تفعل شيئاً، والقوانين التي سنها الكونغرس لإقرار العقوبات لاتزال وستظل عقبة كأداء فاعلة تمنع تطور العلاقات، ولعل أبرز ما حدث في الأسابيع الماضية منع السفارة الأمريكية إعطاء تأشيرات دخول لعدد من الوزراء السودانيين المشاركين في نشاطات تابعة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو تصعيد لا مبرر له، حاول القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم نفيه والإشارة إلى معالجته وهو يستقبل سفينة المعونات التي لا تمثل شيئاً يؤبه له.. > لكن الحقيقة المزعجة تكمن في ما قاله وزير الخارجية بروفيسور غندور لكاتب هذه السطور في سبتمبر الماضي عقب لقائه مع جون كيري بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، (اذا لم تتحسن العلاقات السودانية الأمريكية في عهد أوباما وكيري، فمن الصعوبة بمكان أن تتحسن في عهد الإدارة المقبلة. وقد لا تتحسن تماماً..) ..!! المرأة والإعلام والصحافة > مكتب اليونسكو بالخرطوم بالتعاون مع وزارة الإعلام والسفارة الإيطالية واللجنة الوطنية لليونسكو والاتحاد العام للصحافيين السودانيين، كانوا جميعاً شركاء في ورشة عمل عُقدت الخميس أول من أمس، بفندق السلام روتانا حول (تعزيز دور المرأة في وسائل الإعلام السودانية)، خاطبها الأستاذ ياسر يوسف إبراهيم وزير الدولة بوزارة الإعلام وهي ورشة مهمة وفعالة لامست كل قضايا المرأة السودانية وهموم المرأة الصحافية التي تعمل في كل مجالات العمل الإعلامي والصحافي، وقدمت في الورشة أوراق عمل أثارت نقاشات جادة وعميقة، خاصة المتعلقة بدور المرأة السودانية ومسيرتها التاريخية في العمل الصحافي والإعلامي وريادتها على المستوى القاري والعربي ووصولها إلى المواقع القيادية في المؤسسات الصحافية والإعلامية، وحظيت قضايا المرأة السودانية بوجه عام وانعكاساتها في وسائل الإعلام والصحافة بجدل ونقاش طويل، طوال عدة جلسات في الورشة، أكدت على أهمية الدور الذي لعبته الصحف ووسائل الإعلام في مناصرة ومساندة المرأة التي تحملت أعباء ويلات الحرب والصدامات القبلية والتخلف التنموي ونقص الخدمات والتعليم والعادات الضارة وغيرها من الهموم.. > الورشة فتحت آفاقاً للتعامل والتعاطي مع هذه القضايا وإيجاد حلول لها، فلو تضافرت كل الجهود الرسمية والمجتمعية، لأصبح واقع المرأة السودانية في موقع متقدم ويبشر بمستقبل جيد، وقد اجتهدت في هذه الورشة وإنجاحها أخوات كريمات في مقدمتهن الأستاذة هدية علي أمينة أمانة المرأة الصحافية، والأستاذة حياة حميدة الأمين الاجتماعي باتحاد الصحافيين والدكتورة بخيتة أمين الإعلامية المعروفة التي قدمت ورشة مفتاحية، والدكتورة سلوى حسن صديق مديرة أكاديمية التدريب الإعلامي والأستاذة أمل من مكتب اليونسكو بالخرطوم وأخريات من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وزارة الإعلام..