مبارك الفاضل.. تشريح المشهد السياسي
لم تمضِ أيام على لقاء مبارك الفاضل القيادي بحزب الأمة بمساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، إبراهيم محمود، حامد حتى سارع الفاضل لعقد مؤتمر صحفي بمنزله لتوضيح موقفه بعد الانتقادات التي طالته عقب المقابلة من بعض المعارضين، والأقوال المختلفة التي تناولت الموضوع دون تثبت وفقاً لإفادته في مؤتمره الذي تحدث فيه عن الاجتماع وتداعياته، مضيفاً أنه لم يأتِ فجأة وإنما نتاج جهد واتصالات بدأت منذ 6 شهور، مبيناً أنه لايستطيع أحد أن يزايد عليه لكونه من أسس المعارضة في 89 بجانب العمل المسلح وفتح لها العلاقة مع أريتريا.
آلية الحوار تلتقي مبارك:
مبارك قال إنه يعمل حالياً في مشروعين الأول وحدة حزب الأمة والثاني دفع الحوار والحل السلمي لقضايا البلاد، لافتاً إلى أن حوار الداخل الذي أتى بمبادرة من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لابأس به، وقال إن المشاركين طرحوا كل مطالب المعارضة، مستدركاً أنه رغم ذلك يعتبر ناقصاً لأن هنالك عناصر لم تشارك فيه ولم يأتِ بالسلام ووقف الحرب ، كاشفاً أن وفداً من آلية الحوار الوطني المسماة 7+7 قابله وطلب منه الاشتراك في الحوار وأنه قال لهم لن نكون مفيدين لأن ما نريد أن نقوله قلتوه ودعونا نلعب دور الربط بين المبادرة الأفريقية والحوار.
تعطيلات شكلية:
الفاضل أبان أنه قدم مقترحات للحكومة والمعارضة تضمنتها خارطة الطريق التي دفعت بها الوساطة الأفريقية للطرفين ، وأن الخارطة أجابت على تحفظ للمعارضة في فقرتيها الخامسة والسادسة وأن بقية التحفظات ردت عليها الحكومة إيجاباً عقب استيضاحها من قبل الآلية الأفريقية ، داعياً المعارضين للقدوم والتوقيع على الخارطة لجهة أن الوضع في السودان لايحتمل ما أسماها التعطيلات الشكلية ، مشيراً إلى أنه اتفق مع المؤتمر الوطني على مجموعة عمل من القوى السياسية تدفع بخارطة الطريق وتعمل على جمع الصف.
خلو الساحة السياسية:
مبادرتنا أتت لأن الساحة السياسية فاضية « بهذه العبارات ابتدر مبارك الفاضل حديثه عن الوضع السياسي الراهن الذي وصفه بالمعقد، و نحن كمسؤولين في حزب الأمة باعتبارنا أكبر الأحزاب لابد أن نملأ الساحة ونلعب دورنا في إخراج السودان إلى بر الأمان، و لابد أن نسمو فوق جراحاتنا ونتقدم الصفوف، وإذا استمر الصراع ستتأكل الدولة وينفرط العقد لأن الكراهية منعت الناس من النظر إلى أي شيء إيجابي «ومافي شخص يريد أن يسمع أي كلام والناس غاضبة وأخذت موقف « والتصارع أفقر البلاد ودمرها « وأحسن الأعمى يشيل المكسر ونلم البلد « حسب تعبيره.
فرص للحل:
مبارك لم يستبعد قيام انتفاضة، و لكنه قال إن أركانها غير متوفرة خاصة النقابات التي كانت تنفذ الإضرابات، وأردف إذا قامت في هذه الظروف سيكون لها ثمن غالي وتقود لمزيد من القتال لايحمد عقباه ، منبهاً إلى أن هنالك فرصة يمكن اغتنامها مثل الاهتمام الدولي بأن يكون هناك حل في السودان والتحول في تركيبة الحكم بسيطرة العسكريين على القرار السياسي في مواجهة العقائديين الذين أتو بالتمكين، موضحاً أن من تباشير التغيرات تحول السياسة الخارجية السودانية التي باتت تتفق مع المصالح القومية.
موافقة الحركات على رئاسة البشير:
من أبرز ماكشفه المهدي أن الحركات المسلحة وافقت على إتمام الرئيس البشير لفترته الرئاسية حال التوصل إلى اتفاق على فترة انتقالية، مبيناً أن المعارضة لاتختلف في ذلك ولكنها تريد ضمانات تؤكد لها أن ذلك ينقلها إلى مرحلة جديدة وتغيير وليس إدخالهم ضمن المنظومة الحالية، وقال مافي معنى للتنافس الموجود بين الحكومة والمعارضة ونحن أعطينا الصراع فترة 25 عاماً، لماذا لانسمح بعام للحوار، وعلينا استبدال التصارع حول السلطة إلى صراع بشأن خيارات التنمية ماذا ننتج أو نزرع.
حوار مع الصادق المهدى:
تحاشى مبارك الفاضل الرد على سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة، عندما ذكره صحفي بموقفها تجاهه عقب لقائه بإبراهيم محمود، وقال نحن دعاة وحدة وإن ما قالته يعبر عن الخلافات التي يعيشها الحزب، ولا أرى معنى أن يسير الناس في الخط أو نمشي في مهاترات، وأنا ليس ضد زعامة الصادق المهدي السياسية وعلاقتنا عادية وزرته عندما كان في السجن وإبان خروجه ، كاشفاً أن وفداً من الموقعين على ميثاق وحدة حزب الأمة زار الصادق وأنه تم تكليف قيادي متواجد حالياً بالقاهرة لإدارة حوار معه ودفعه للقبول بمشروع وحدة الحزب، وأشار إلى أنه في تحركه ينطلق من شرعية تاريخية وتأسيسية في حزب الأمة ومكانته وسط الأنصار.
آخر لحظة