متى نلحق بالركب يا جهاز العاملين بالخارج ؟
فى أحد خطابات السيد الرئيس ذكر بأن السودان يبدأ من حيث توقف الآخرين فى شتي المجالات ( الإقتصادية والسياسية والتنموية والخدمية ) وبما أن المواطن البسيط يحتاج فقط للمأكل والمشرب والعلاج والتعليم والترفيه الكهربائى والإتصالات وتوفير المواصلات وتحسين الطرق والأمن . كان يصفق بحرارة الى هذا الكلام الذى يرفع من المعاناة التى يعانيها فى تلك الإحتياجات . لقد مرت سنوات ولله الحمد ولم يرى المواطن تحقق هذا الوعد والحلم سوى فى مجال الإتصالات رغم تكلفتها وإشغالها الناس عن الذكر وصلة الرحم والتواصل وغيرها من العادات والصفات التى يمتاز بها هذا الشعب .
قبل أيام الذى صادف يوم الجمعة وصل أحد الأصدقاء خبر وفاة أفراد أسرته وهو فى المملكة العربية السعودية وخلال ساعتين أكمل إجراءات التأشيرة والحجز وهو فى منزله وذلك بفضل الله ثم التكنولوجيا التى وفرت الوقت والجهد والمال . تلك هى المكانة التى توقف عندها الأخرون . فهل وصلنا اليها . يقول هذا الشخص والذى يحمل حقيبة لا تتجاوز ثلاثة كيلو فى يده عندما نزلت من الطائرة فى مطار الخرطوم ليجد العمل بطىء فى ختم جوازه بالدخول وذلك لسبب حالة الأجهزة المستعملة وبعض الاسباب المعروفة للمغتربين ثم بدأ معاناة المواصلات الى أن يصل الى أهله .
مثل ما نستقبل فصل الخريق وتستمر تلك المعاناة بدون إستعدادات مسبقة رغم تكرارها كل عام كذلك نستقبل موسم عودة هؤلاء المغتربين الذين يعطون أكثر مما يأخذون وتبدأ معاناتهم عند الدخولهم الى أرض الوطن حتى عودتهم . لماذا يلزم المغترب بالمرور على هذا الجهاز الذى أصبح عدد العاملين به لايقل عن نسبة 2% من جملة المغتربين إذا لم أبالغ وهذا العدد الكبير رغم تطوير الخدمات لكنه لا يعادل 50% من الإنتاج اليومى ولا يتناسب مع الدخل الذى يتقاضاه إبتدأ من إستخراج الجواز حتى المغادرة الى المطار.
تطورت الشعوب وبفضل الله وصلت الى مراتب العلم والتكنولوجيا حتى أصبح أنك تدير أعمالك وأنت فى أى مكان . لماذا لم يتم فتح حساب الكترونى لكل مغترب برقمه الوطنى ومن خلال هذا الحساب يدير كل معاملاته لدى الجوازات والمطار والسفارة والأراضى وكل الخدمات التى يحتاج لها فقط عليه أن يسدد الرسوم فى أى بنك لصالح الخدمة التى يريدها وكلها تكلفة برنامج وأجهزة بسيط مقارنة بما يتم صرفه الآن ويحتاج الى إشراف فنين ومسؤلين لا يتجاوز عددهم المائة فى المنافذ البرية والبحرية ويوفر على الدولة الكم الهائل من الموظفين فى تلك الأجهزة والسفارات ويقضى على الواسطة والرشاوى وتوفير الوقت والجهد والمال . ليس هناك مستحيل فى هذا القرن ونكون بدأنا من حيث توقف الآخرين . فهل حقق جهاز العاملين بالخارج هذا الواجب وهذه الرغبة والحلم لهؤلاء الملايين ووفر تلك المليارات ليستفيد منها المواطن فى المأكل والمشرب والعلاج والتعليم .