هاشم كرار : إبك يا أوباما.. بصفتك الشخصية!
أوباما، قريبا في هيروشيما، كأول رئيس أميركي يزور هذه المدينة، التي حولها الأميركيون في الحرب العالمية الثانية إلى مدينة من لظى.
البيت الأبيض، قال عن توقيت الزيارة إنه «توقيت مناسب» لهذه الزيارة، في إشارة إلى اقتراب فترة ولايته الرئاسية.
أوباما ما كان ليجرؤ، في ولايته الأولى- إذ هو يتطلع إلى ولاية ثانية- ان يزور هيروشيما، ومعظم الأميركيين يرون في هذه الزيارة، نوعا من الاعتذار، عن أسوأ جحيم، في العالم.
أوباما، اعتذر للسود.. ولأن الاعتذار فضيلة لا تتجزأ، فلماذا سيذهب إلى هيروشيما، وليس من بين ملفاته، ملف اعتذاري؟
سلطة المجتمع- أي مجتمع- أقوى من سلطة الرئاسة، في أي دولة.. ومن هنا يمكن لنا أن نتصوّر كيف ان اوباما، أخفض رأس (نواياه) أمام عاصفة المجتمع الأميركي، الذي يرى ان القصف بالقنبلة النووية، كان مطلوبا ردا، على قتل اليابانيين للجنود الأميركيين.
أوباما، في هيروشيما، أتخيّله: سيقف شعر رأسه كله، وهو يقف على الكارثة. التاريخ، له لسان، ولأوباما أذنان طويلتان. يااااه ما أعظم الصراخ والنحيب وزئير النيران المدلهمة، وهي تصمّ أذني أوباما، بأثر رجعي.. ارتجاعي!
للتاريخ، كاميرا. سينظر أوباما إلى الشريط المأساوي- وهو في وقفته تلك- ولن يتمالك نفسه. أكاد أتخيلّه: تسحّ
عيناه الدموع.. دمعة من وراء دمعة.
هل تحسّب البيت الأبيض، ليمد أوباما بمناديل ورق، إذ هو يترجل من الطائرة الرئاسية، في المدينة المنكوبة؟
الاعتذار، يمكن أن يأخذ أشكالا شتى. نهنهة العيون بالدموع هو شكل من أشكال الاعتذار الساكت.
إبك يا أوباما.. إبك في هيروشيما..
اعتذر ببكائك- بصفتك الشخصية- عن المأساة.
كن إنسانا، في المقام الأول.. وتذكر أنك كرئيس، مفارق!
إبك..
البكاء، يُعدي.. وسيعدي بكاؤك طائفة من الأميركيين، الذين هم الآن ضد الاعتذار.. وحتما، بكاؤهم هم، سيبكي البقية، في يوم ما!
يومذاك.. سيجيء رئيس غيرك إلى هيروشيما، ويعتذر علانية، الاعتذار الذي يليق بالأمة الأميركية!