مابين بن البادية (المُزارع) وإبراهيم حسن (الترزي)… الفنانون .. هل تنصلوا من مهنهم القديمة
مهن قديمة وحديثة متوارثة تضرب جذورها في ماضينا وحاضرنا يمارسها الكثيرون لسد حاجاتهم اليومية منذ قديم الاذل ، والفنانون شأنهم شان غيرهم من الناس بدأوا حياتهم متنقلين بين عدد من المهن المختلفة وكان هذا في بداية مشوارهم الفني قبل أن تسطع نجومهم ونسلط عليهم الفلاشات ويصبحوا معروفين فهجرو تلك المهن التي كانت تسد رمق أسرهم في الماضي ليبق السؤال : هل الشهرة والنجومية جعلتهم يتنكرون ويتنصلون لتلك المهن ؟
(1)
(النسي قديمه تاه) بهذه العبارة ابتدر الفنان صلاح بن البادية حديثة لـ(كوكتيل) مؤكداً اعتزازة بعمله في مجال الرعي والزراعة إضافة لعملة كسائق ولفت إلى أنه يرفض النتصل عن المهن التي إحترفها سابقاً مؤكداً أنه لا يهتم بكونة مشهوراً وأنه كان مواصلاً في مجال الزراعة لوقت قريب . واردف صاحب (كلمة) بقولة : (صنعة اليد متعة وقبل الكسر الذي تعرضت له بقدمي لكنت سافرت إلى الجزيرة وزرعت (الحواشة) بيدي).
(2)
الفنان إبراهيم حسين عمل (ترزي نسائي ) ووصف نفسه بالترزي الشاطر قائلاً: (لم اتنصل عن مهنتي التي اعتز بها حيث بدأت ترزي ستاتي ناجح ومرغوب من قبل النساء اللائي كن يحرصن على أن اقوم بتفصيل فساتين العرس لهن ولم استمر بها كثيراً وتحولت إلى ترزي أفرنجي اجيد تفصيل البدل الاشتراكية وكل هذا مع بداية حياتي الفنية). ويواصل صاحب (نجمة نجمة ) قائلاً: (من حسن حظي ان الدكان الذي أعمل به كان قبلة لصفوة من الناس ومنتدي يضم المعلمين والمثقفين نتجاذب اطراف الحديث معاً لفترات من الوقت ). واضاف قائلاً: (يدي كانت نضيفة في عمل البدل وآخر بدلة فصلتها وتركت بعدها المهنة كانت للفنان الراحل محمد وردي وحينما هجرت مهنتي ليس تنصلاً مني كوني اصبحت معروفاً لكن لأن الفن شغلني واخذ معظم وقتي لذا فضلت ان اضحي بالمهنة التي احببتها واعتز بها واتفرغ للغناء خاصة ان حفلاتي بدأت في تزايد مستمر) وضحك ثم اردف : ( الحفلة كان عدادها كويس لكن البدلة الاشتراكية تفصيلها بخمسة جنيهات بس).
(3)
من جانبه اكد الفنان الشعبي محمود علي الحاج عشقة لعملة السابق كموظف في البريد والبرق مشيراً إلى انه كان فخوراً به ودائماً مايذكر مهنته في كثير من المناسبات مبيناً ان بين المهنة والفن كان امراً صعباً لذلك ضحي بالوظيفة لعشقة للغناء فيما عمل عدد من الفنانين الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى في مجال الخياطة وتفصيل الأزياء من بينهم الفنان عثمان حسين والشاعر الأمي وعثمان الشفيع ومحجوب عثمان وإبراهيم أبودية فرد ثنائي العاصمة. اما الفنان الشعبي عوض الكريم عبد الله فكان يعمل (فراناً) باحد المخابز فيما عمل الفنان مجذوب أونسة صائغاً واحترف الفنان الراحل إبراهيم الكاشف مهنة النجارة .
تقرير : تفاؤل العامري
صحيفة السوداني