ماجد المطيري : عظماء في السجن
في زيارة نظمتها الأمم المتحدة للصحفيين الشباب، ذهبنا أنا ومجموعة من الإخوان إلى جنوب أفريقيا، وقمنا بزيارة إلى جزيرة “روبن آيلند”، هذه الجزيرة لم تكن مكانا لتصوير الأفلام السينمائية أو منتجعا للاستجمام، بل كانت السجن الذي عاش فيه الرئيس الأفريقي نيلسون مانديلا ثلاثة عقود، خلال حكم نظام الفصل العنصري (الأبارتيد).
أكثر من ألف قبر للسود والهنود موجودة في الجزيرة، حيث أصبحت منفى للمرضى وأصحاب الآفات والخارجين عن القانون، تحيط بها مياه باردة عميقة، وأسماك قرش ضارية هي السياج الطبيعي لها، هكذا أصبحت الجزيرة سجنا للزعيم الإفريقي مانديلا، الذي كان يمنع حتى من لعب الكرة أو مشاهدتها داخل السجن، حتى دار الزمان دورته ليُقَام كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا، في جزيرة “روبن آيلند” تحديدا، ويقام حفل تكريم لمانديلا فيها.
نظام “الأبارتيد” أو نظام الفصل العنصري لم يكن فاشيا بل عنصريا، تخيل أنه يتم تمييزك لملامح وجهك ولون بشرتك، وأن يكون للأبيض صوتان في صناديق الاقتراع، وللأحمر صوت واحد، والأسود لا صوت له!! عنصرية بغيضة!
ذهب ذلك النظام العنصري ولم يتبق منه إلا ذكريات كجزيرة مانديلا التي أصبحت مزارا لكل رؤساء العالم، يقفون أسفل النافذة التي كان يقف عندها مانديلا، ليشاهدوا ما كان يحلم أن يراه من عدل ومساواة وحرية.. ومباراة كرة قدم أيضا!!