محمد عبد الماجد

شهر (الصيام) وليس (الأغاني)


(1) > ليس (الحلومر) وحده الذي أصبحت (ربات البيوت) تشتريه جاهزاً لشهر رمضان الكريم، بعد أن كان كل بيت يجهّز (الحلو مر) على طريقته الخاصة، عبر الإعداد (البيتي) الخاص، لذا اختفت (رائحة) الحلومر من الشوارع والأحياء، لأن الجاهز لا رائحة له. الفضائيات السودانية، أيضاً أضحت تشتري برامج (جاهزة) لتعرضها على شاشاتها عبر (الإنتاج الخارجي). > ومثلما سقطت رائحة (الحلومر)، فقدت البرامج التلفزيونية (نكهتها)، لأن الإنتاج الخارجي يجعلها لا تتشابه في (الديكور) فقط ، فهو يجعلها تتشابه في (الأفكار) أيضاً. > فليس هناك برنامج تلفزيوني واحد يمكن أن ينتج خارجياً لا يغني فيه طه سليمان او مكارم بشير. > إن لم تجد طه او مكارم على الشاشة، أعلم أن (طفلك) ضغط على (الريموت كنترول) وحوّل من القنوات السودانية الى القناة الإثيوبية أو المصرية. (2) > الدراما السودانية التلفزيونية كان ظهورها ونبوغها دائماً في شهر رمضان، فقد ارتطبت الدراما السودانية بالتلفزيون في شهر رمضان، فسميّت الدراما عندنا دراما (موسمية) لا وجود لها إلّا في شهر رمضان. > هذا الأمر الذي كنا ننتقده في السابق، الآن نبكي عليه ،لأن الدراما التلفزيونية السودانية تراجعت حتى في موسم وجودها. > وليت الأمر انتهى على ذلك، فقد احتلت (الأغاني) مساحة الدراما في شهر رمضان الفضيل في الفضائيات السودانية. > ولم تكتفِ (الأغاني) باحتلال مساحة (الدراما) في رمضان، بل توغّلت على كل الطوائف الأخرى، حتى أن (نشرة الأخبار) نفسها أصبح يسبقها ويعقبها (فاصل غنائي). (3) > في الماضي كان الترويح تلفزيونياً في رمضان يتم عبر المسابقات الدينية والمسلسلات التاريخية، وكان التلفزيون القومي عندما كان وحيداً يجتهد حقاً في تقديم مادة ثقافية جميلة في الشهر الكريم. > الآن استسهل البث الفضائي وأصبح يعتمد اعتماداً كلياً على (الإعلانات) و (الأغنيات). > ربما هذا أمر فرضه نجاح برنامج (أغاني وأغاني) الذي أصبح يغلب على كل البرامج التلفزيونية، ليست في القنوات الأخرى وحدها، بل على برامج قناة النيل الأزرق نفسها، فهي تقدم (أغاني وأغاني) على امتداد بثها اليومي بشكل مختلف. (4) > رمضان هو شهر القرآن وهو شهر الصيام، غير أن الفضائيات السودانية تعمل على أن تجعله (تلفزيونياً) هو شهر (الغناء). > لا أعرف السر في ذلك؟.. هل تفرض الشركات الراعية مثل هذا النوع من البرامج، أم أن الأمر من هوى إدارات تلك القنوات؟. > في رمضان القادم وحسب ما يُعلن عنه في الصحف، سوف تقدم النيل الأزرق (أغاني وأغاني) وسوف تقدم الشروق (وتر عربي) وهو برنامج يجمع بين الأغاني المصرية والأغاني السودانية، وسوف تقدم الشروق برنامجاً غنائياً آخر تنافس عبره (أغاني وأغاني) لحسين الصادق وعاصم البنا بعنوان (ليالي دبي). > ويأتي هذا العام برنامج (قهوتنا) بطابع غنائي على تلفزيون السودان القومي. > ومن نفس الفصيل سوف تقدم قناة أنغام برنامج (أمنا حواء) وبرنامج (أغاني السباتة)، وهما يدوران في نفس الفصيل الغنائي. > ولصفوت الجيلي برنامج غنائي على (أنغام). > ولن تخلو قناة أم دمان وقناة الخرطوم والخضراء والنيلين نفسها من (الدوران) حول نفس البرمجة الغنائية. > يمكننا أن نرجع لذلك في شهر رمضان الكريم إن أمد الله في الأيام لنثبت أن القنوات (السودانية) أصبحت القنوات (الغنائية)، بما في ذلك قنوات متخصصة في الرياضة والاقتصاد. (5) > الأخطر من ذلك، أن تلك الأغنيات نفسها تدور حول مجموعة معينة من المطربين. > مكارم بشير سوف تشارك في برنامج (وتر عربي) على قناة الشروق مع أفراح عصام ونسرين الهندي، في الوقت نفسه تشارك مكارم بشير ضمن طاقم برنامج (أغاني وأغاني) في (30) حلقة أيضاً. > المفاجأة أن مكارم بشير سجلت حلقات غنائية ضمن برنامج (قهوتنا) الذي سوف يبث على التلفزيون القومي. > وأراهن على ظهور (مكارم بشير) على (سودانية 24) فكل من تشاهدونهم على قناة (النيل الأزرق)، سوف تشاهدونهم في (سودانية 24). > هذا أمر لا خلاف عليه. > عاصم البنا يقدم برنامج غنائي في قناة أنغام ويظهر كذلك في (ليالي دبي) على قناة الشروق. > حسين الصادق (30) حلقة (أغاني وأغاني) قناة النيل الأزرق و(30) حلقة (ليالي دبي) على قناة الشروق و(قهوتنا) التلفزيون القومي. > طه سليمان سجل لبرنامج (قهوتنا) تلفزيون السودان وسوف يظهر في نفس الوقت على قناة النيل الأزرق في مسلسل يومي من بطولته وإنتاجه، وسوف يقدم أيضاً برنامج على قناة (استديو5). > نلاحظ من تجربة طه سليمان – إن كنت تملك القدرة على (الإنتاج)، يمكن أن تغني ويمكن أن تمثل ويمكن كذلك أن تقدم البرامج. > لم يبقَ لطه سليمان إلّا تقديم (النشرة الجوية). > المؤهلات أصبحت (إنتاجية) فقط. (6) > في ظهور يومي وفي أكثر من قناة سوف تشاهدون أيضاً ندى القلعة وإنصاف مدني وحرم النور وحنان بلوبلو. > كل ذلك في رمضان. > قناة الشروق بعد كل البرامج التي جاء ذكرها، سوف تقدم برنامجاً (سودانياً جداً) وهو برنامج غنائي أيضاً. > أنصح كل المشاهدين في السودان إن أردوا خيراً أن يبتعدوا عن الفضائيات السودانية في شهر رمضان. > نسيت أن أقول لكم إن لأفراح عصام إعلان (تونة) ثابت في الفضائيات، وكذلك لإيمان لندن إعلان عن (العدس). > يعني (العدس) حصل لينا فيه احتلال (غنائي). > ونرجع لهذا الموضوع لاحقاً إن شاء الله.