احمد المصطفى ابراهيم : رؤساء الأحزاب
في الأنباء أن رئيس الجمهورية، سيجتمع برؤساء الأحزاب قبل الجمعية العمومية للحوار الوطني. قد يكون الخبر عادياً في بلد عدد أحزابها معروف ورؤساء أحزابها معروفون ولكل حزب أهداف محددة يسعى لتحقيقها مثلاً من الأحزاب الأوربية ما لا هم له إلا البيئة كهدف وحيد (هذا لا يمنع أن يكون من أحزاب السودان ما له هدف وحيد هو حماية رئيسه وتوزيره (يعني يبقى وزير) ما مهم وزير دولة وزير اتحادي وزير ولائي والأحزاب القديمة ولا أقول الكبيرة تطمع في مساعد رئيس ومكتب بالقصر وتذاكر طيران مفتوحة ونثريات مطرة).
بالله كم عدد الأحزاب؟ سمعنا أنها تعدت المائة يعني الأندية الرياضية أكثر احتراما منها ناديان كبيران وعدة أندية منافسة (طبعا مش ح اخش في تفاصيل الأندية فجهلي بها مركب).
ما دامت أحزاب السودان كثيرة كثرة تحير وهي أحزاب انشطارية وأحزاب أرزقية لماذا لا تلجأ الجهات السياسية في تجميعها بالمسميات القديمة مثلاً أحزاب اتحادية يدخل فيها حزب الميرغني وأولاده وحزب الدقير وحزب الهندي وحزب إشراقة وحزب جلاء وأي من يدعي أنه انشطر من الاتحادي الديمقراطي خليفةً كان أم أزهريا). ويأتي حزب الأمة (حزب الصادق وبناته وحزب نهار وحزب مسار وحزب الفاضل وحزب الصادق الهادي المهدي) وهكذا على الأقل المائة حزب ستصبح 80 تقريباً. ونأتي لأحزاب لا يعرفها إلا أصحابها ومسجل الأحزاب ونسأل مسجل الأحزاب قم بجولة تفتيشية كما تفعل وزارة الصحة مع المستشفيات اذهب لدار الحزب أن وجدت له داراً خير وبركة اسأل عن الاجتماع التأسيسي وكم حضره وهل حضروا غيره بمعنى هل هم مسجلون في حزب واحد أم عدة أحزاب على شرط إبراز الرقم الوطني، ثم اسأل عن برنامج الحزب وأهدافه وخططه وارجو أن لا تسأل عن ميزانيته لأن الكل يعرف ميزانية هيك أحزاب من أين تأتيهم.
أما الاتحاد الاشتراكي عفواً المؤتمر الوطني فهو أيضا منشطر سراً إلى جماعات جماعة لا ترى الفساد ولا تعترف به، جماعة ترى الفساد ولا تستطيع أن تفعل شيئاً وجماعة ترى الفساد أهون من الفوضى وهناك من يرى الشريعة قائمة ومنهم من يبحث عنها بالمجهر ومنهم متفرج. كل هؤلاء لا يستطيعون أن يقولوا جهارا نهارا نحن مؤتمر وطني. وقوائم الحزب تحتاج تحديث وباستبانة مفصلة هل ما زلت مؤتمرا وطنيا؟ متى توقف انتماؤك؟ ولماذا؟ هل حقق الحزب طموحاتك؟ هل ما زلت تعتبر الحزب يسير في الطريق الصحيح؟ هل الحزب ديمقراطي ويقبل الرأي الآخر وهكذا.
الذي يسمى أحزابا في السودان لا أرى حزبا واحداً يملأ العين أو يقنع عاقلاً هذه مهازل سياسية لا تحل إشكالات العامة، وليس لها برامج واضحة ولا أهداف عامة. (طبعاً خاصة بالكوم).
ما المخرج؟ أين الصامتون أين المتفرجون على هذا المسرح؟
أحزاب بلا قواعد فتأمل!