عبد العظيم صالح : الحال إنكشف
الشهر القادم هو الوحيد الذي تشارك فيه الحكومة مع الشعب في تناول )الحلو مر)……!!
في باقي شهور السنة تتناول الحكومة )الحلو(ويتناول الشعب) المر..
النكته أعلاه واحده من مئات النكات الحايمه( في الأسافير ..طرائف ونوادر وقصص قصيرة ومسرحيات ورسوم كاريكاتيرية, كلها تحكي صعوبة الحالة المعيشية الصعبة التي وصلت مرحلة غير مسبوقة لم تخطر في بال أكثر المتشائمين بأن تصل الأوضاع إلى هذه الدرجة من القاسية.. وهل هناك أصعب من تحذير وزير المالية السابق علي محمود والذي بصريح العبارة حذر من انهيار الجنيه السوداني واعتماد الدولار الأمريكي كعمله رسميه كما فعلت دولة أفريقيه منهارة اقتصادياً!! إذن مثل هذا الحديث يجب أخذه مأخذ الجد لأنه يكشف ببساطة عدم وجود إجماع على إدارة العملية الاقتصادية داخل المنظومة الحاكمة.. فالمتحدث ليس زعيم معارضه ولا ينطلق من منصة قوى التآمر الأجنبي التي تستهدف أمن البلد واستقراره انه وزير سابق وواحد من قيادات الحزب الإقتصادية الفاعلة.
إذن من حقنا أن نسأل: هل إدارة الاقتصاد تنبع من (طربيزة) تفكير مشتركه واحدة ومجمع عليها, أم كل زول على كيفوا؟
الآن الأزمه الاقتصادية ربما تكشف مثل هذا النوع من التفكير ..القصة أكبر من قصة صعود الدولار اليوم أو انخفاضه غداً وليست سياسة (رزق اليوم باليوم..) السؤال الصعب الذي يبحث عن إجابة هل السياسات الاقتصادية الحاليه تبحث عن )راحة المواطن(وتذلييل سبل معيشته أم أنها تذهب من أجل فئة معينة همها الأول مصالحها ونفسها وبس؟ ..
الاعتقاد العام أنها تذهب نحو الفئة) الأخرى (والشواهد كثيرة ولكننا نتوقف عند تصريحات وزير المالية المستفزة وهو يتحدث للصحفيين.. مثل وقوله سنزيد المعاشيين)مئة جنيه (وسنعمل على زيادة الأجور وحرية السوق هي التي ستحكم الأسعار ويجب أن نهتم بالوفرة أكثر!!
هذا ما قاله الوزير عند خروجه من اجتماع في القصر لمناقشه كيفية حل أعباء المعيشة..
واضح أن الرجل ليس عنده ما يقدمه.. فحرية السوق عنده تعني مزيداً من الانفلات والفوضى وارتفاع جنوني في الأسعار يسميه أهل الاقتصاد أسوأ أنواع التضخم ..ويزيد الطلب على الدولار ويذهب التجار لجمع الموجود منه لإغراق السوق بسلع استفزازية يسميها الوزير )الوفرة).
إنها طريقه التفكير التي أضرت بالاقتصاد السوداني والذي تعرض لكثير من (التشوهات) فاختفت معالمه وضاعت صورته القديمة عندما كان ذات يوم من أقوى اقتصادات المنطقة!!
السودان يملك كل أدوات الاقتصاد القوي ولكنه يفتقد (لمن) يديره بمهارة وبراعة … الأهم بتجرد وإخلاص..!!