مقالات متنوعة

حسن فاروق : الهلال والمريخ يلعبان بأموال الاندية


الاحوال تسير من سييء الي أسوأ، غالبية الاندية رفعت الراية البيضاء معلنة عجزها عن دعم صفوفها في فترة الانتقالات التكميلية، (لايوجد مال، نحن مفلسين، لاعبننا المفكوكين ماقادرين نعيد تسجيلهم، وعايزين نجيب لاعبين جدد ندعم بيهم صفوف الفريق، سبعة تمانية يوم وقفنا تماما) هو لسان حال الاندية التي تعاني اشد المعاناة من غياب الدعم الذي يمكنها من تسيير امور النادي والفريق، وبعض الاندية مثل الرابطة كوستي اخطر لاعبيه (ستة لاعبين مفكوكين) ان لايستطيع اعادة قيدهم من جديد وعليهم البحث عن اندية اخري لمواصلة مسيرتهم الكروية، وذات النادي مع ناديين آخرين هما اهلي الخرطوم والاهلي مدني لم يعرفا الطريق الي مكاتب الاتحاد السوداني لكرة القدم لضم لاعبين الي صفوفهم، والاندية تعيد لاعبا او اثنين من الذين انتهت فترة تعاقدهم تعتبره مكسبا وعدد آخر ركز علي اللاعبين (الهواة)، بهذه الصفة يقيد اللاعب، وقصص وكواليس كثيرة في هذا الجانب اكدت علي انهيار غالبية اندية الدوري الممتاز اقتصاديا، وهذا الامر قد يكون معروفا ومعلوما للجميع حجم المعاناة التي لاتنفصل عن المعاناة الاقتصادية العامة.
ولكن غير المعلوم غياب العدالة في توزيع الاموال علي الاندية بمعيار واحد من الدولة، الحكومة المسؤولة عن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم علي وجه الخصوص، فالحكومة تدعم في العلن الهلال والمريخ، وناديين آخرين او ثلاثة، دون وجه حق، لايوجد اي سبب من الاسباب يجعل الحكومة تدفع من المال العام (مال الاندية) والرياضة في هذه الحالة لأندية بعينها وتحرم اندية اخري من حقها في الدعم ، لايوجد اي شيء يميز الهلال والمريخ والخرطوم والاهلي الخرطوم ان كان شراكتة مازالت متواصلة، فهي اندية تنافس في منافسة واحدة (الدوري الممتاز) ومن شروط التنافس العدالة في الجانب المالي والجانب الفني، وفي تقديري ان وضع الهلال والمريخ والخرطوم وحتي الاندية المدعومة من بعض حكومات الولايات، يمثل علامة استفهام كبيرة ؟ فالمال كما ذكرت مال الاندية، وحتي لايخرج علينا من يقول هذه اموال افراد، الصحيح ان الحكومة تدعم هؤلاء الافراد عندما يصرخوا من قلة الفئران، لا مكان يلجأون اليه سوي الحكومة، والحكومة تدعمهم من مال الاندية الاخري، المغلوبة علي امرها والتي تكتفي بدور المتفرج علي اموالها التي تذهب الي اندية اخري لتتمتع بامتيازاتها.
وضع الهلال والمريخ والخرطوم وغيرها لايمثل واقع هذه الاندية الحقيقي، فهي ايضا تعاني الفقر، وتعيش الفقر حتي في الفترات (المزيفة) دخول بعض اصحاب الاموال اليها، والذين يؤكدون علي التزييف بترك (الهلال والمريخ) تحت حصار ديون (متلتلة) بعد المغادرة، مع اننا نتابع عرض النادي (الثري) لسنوات طويلة، بعضها وصل (13 عاما) والبعض الآخر مايقارب العشرةى اعوام وناس عام وعامين وتلاتة.
من حق الاندية الفقيرة، ان تاخذ نصيبها من (الكيكة) التي توزع بطريقة بعيدة عن المؤسسية وتقاتل من اجل الحصول عليه ، وبأثر رجعي كمان، هكذا تقول العدالة التي ترفض التمييز بين الاندية خاصة في المال العام ، فهو ملك الجميع ومن حق الجميع ان ينالوا نصيبهم منه.