محمد عبد الماجد

السيد بين القصر والجنينة


(1)
> أمس، احتفت الصحافة السودانية التي وصفها بعض نواب البرلمان بأنها (العدو الأول للسودان)، كثيراً بمساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني.
> احتفاء الصحافة بمساعد أول رئيس الجمهورية لم يكن لأن الحسن الميرغني أنجز (التغيير) الذي راهن على إحداثه بعد (180) يوماً من أداء القسم مساعداً للرئيس، فلم يحدث بعد سنة من دخوله للقصر أكثر من (سفره) واعتصامه خارج البلاد.
> هذا الملف الوحيد الذي أنجزه الحسن الميرغني ملف (السفر).
> الاحتفاء كان لأن الحسن الميرغني ظهر بالبرلمان أمس الأول بعد غياب امتد لقرابة العام.
> الحسن الميرغني ليس هو زعيم المعارضة السودانية، ولا هو رئيس تحالف قوى المعارضة، ولا عضو في الكونغرس الأمريكي.
> الحسن الميرغني هو مساعد أول رئيس الجمهورية، مع ذلك يحدث ظهوره في البرلمان كل هذه الضجة والفرح.
> عائشة محمد صالح رئيسة جلسة البرلمان في (يوم الزيارة) احتفت بالحسن الميرغني عند دخوله للجلسة وقالت (مرحباً بحفيد الدوحة النبوية حلت علينا البركة).
> الأمر اللافت ليس ذلك (الاحتفاء)، ولا هي (البركة) التي حلت على (البرلمان) بسبب ظهور الحسن الميرغني فيه.
> اللافت للأمر أن الحسن الميرغني تعمد زيارة البرلمان والظهور في جلسة ترأستها نائبة رئيس المجلس القيادية بالحزب الاتحادي الأصل عائشة محمد صالح، حتى يخرج بـ (مرحباً بحفيد الدوحة النبوية حلت علينا البركة).
> لا أعتقد أن ظهور الحسن الميرغني في (البرلمان) بعد غياب قارب للعام، في غياب رئيس البرلمان البرفيسور إبراهيم أحمد عمر كان (صدفة).
> نحن أحياناً باسم (الصدفة) نقع في الأشياء عن عمد وقصد.
> أفصلوا لنا بين الصدفة والعمد.
(2)
> الزعل حتى وقت قريب كان عنصراً (عاطفياً)..ينتج عن (الريدة) لذلك احتشدت به الأغنية السودانية.
> محمد الأمين يغني (كلام زعل ما بتقصدو)، ويغني زكي عبدالكريم (في لمحة غزل ومجرد أمل أيه لازمو الزعل) ، ويغني ترباس (زعلانة ولّا شنو الحصل) ، وقبل أولئك غنى إسماعيل عبدالمعين (كان زعلان نحن ما بنزعل)، وعند جمهور الموردة أغنية (مدرجات) شهيرة (الزعلان كلمو اليقع الخزان).
> كل هذا (الزعل) يمكن قبوله في (المفاوضات) العاطفية، لكن أن يدخل (الزعل) في العمل (السياسي) ويبقى من أوراق الضغط، فهذا لم نشهده، إلّا في عصرنا هذا.
> في خبر (الصيحة) قبل زيارة البرلمان (اعتكف مساعد أول رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني بمكتبه بجنينة السيد علي الميرغني بعد يوم واحد من عودته من مدينة سنكات، ومارس الحسن مهامه الحزبية من مكتبه بالجنينة دون أن يزور مكتبه بالقصر الرئاسي. وقالت مصادر مطلعة إن الحسن لم يعد راضياً عن وضعه في الحكومة، وأراد أن يبعث برسالة عدم ذهابه لمكتبه بالقصر. وكشفت أن الحسن كان قد أبدى تذمره عقب عودته من القاهرة للبلاد، حيث لم يجد أي مسؤول بالدولة في استقباله بمطار الخرطوم كما يقتضي البرتوكول، وأشارت الى أن مستقبليه كانوا فقط وزراء حزبه في الحكومة وقيادات طائفة الختمية).
> هكذا نحن في هذه الحالة منذ أن أصبح الحسن الميرغني مساعداً أول لرئيس الجمهورية.
> الحسن يزعل.
> الحسن يغادر.
> الحسن يعود.
> الحسن الميرغني إن لم تعجبه الأوضاع ، أو كان عنده (رأي) فيما يحدث، أفضل له أن يعبر عن ذلك بتقديم (استقالته) ، بدلاً عن يظل متنقلاً هكذا بورقة (الزعل) من القصر الى الجنينة.
> الاستقالة أدب في مثل هذه الحالات.
> أيام شيخ حسن الترابي -عليه الرحمة- كان تسود ثقافة (القصر والمنشية)، الآن في عهد الحسن الميرغني ظهرت ثقافة (القصر والجنينة).
(3)
> الزعل عند الحسن الميرغني نفسه مقسم لتصنيفات ودرجات، والزعل يبدأ عنده من (إغلاق) التلفون حتى (إغلاق) المكتب.
> ويقدر قياس (الزعل) عند مساعد أول رئيس الجمهورية بالاعتصام في المرحلة الأولى في (الجنينة).. يعقب ذلك السفر الى (سنكات) إن ارتفع معدل الزعل قليلاً.
> أما اذا بلغ الزعل ارتفاعاً عالياً، فإن السفر يكون خارج البلاد.
> زعل (مغادرة المجموعة) هذا ينقسم أيضاً الى الحد الأدنى منه السفر الى (القاهرة) والحد الأقصى منه يكون بالسفر الى (لندن).
(4)
> السيد الحسن :
> مشكلات السودان لا تُحل عن طريق (الزعل)..