عبدالله إبراهيم علي : هل نجاحنا يستوجب السعي لفشل غيرنا؟
النجاح من أهم أسرار السعادة التي يبحث عنها جميع البشر، ومن أسباب السعادة عين ترى الأجمل وقلب يغفر الأسوأ وعقل يفكر بالأفضل وروح يملؤها الأمل، والنجاح يحتاج إلى العمل المستمر والإرادة القوية والصبر، فالناجح يكتسب من خبراته ويحاول مرة أخرى بطريقة مختلفة، وفي ذات السياق يقول نيلسون مانديلا: (أكبر فخر فى الحياة ليس فى عدم السقوط ولكن فى النهوض في كل مرة نسقط فيها)، ولكوننا نبحث عن النجاح هذا يدل على حبنا للتفوق والإنجاز لنصل إلى مراقي التميز والتربع على القمة بدلاً من وصولها والنزول منها بسرعة، والأهم من ذلك كله حين نتنافس مع غيرنا، علينا أن نفكر في فوزنا مع عدم السعي لفشلهم، فنحن في منافسة مستمرة مع أنفسنا من جهة، ومع من حولنا من جهةٍ أخرى، فإذا أردنا أن نحلق مع الصقور في الآفاق، يجب ألا نضيع وقتنا مع الدجاج، ولأن النجاح أحياناً يكون نقيضه الفشل، فقد نفشل حيناً ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف، فقد تكون بداية النجاح هي الفشل، فلنستعيد أنفاسنا ونعاود الكرة من جديد لكي ننجح، ولنلعب بحماس، وبعد المباراة ننسى النتيجة لنستعد للمباراة القادمة، هكذا التخطيط للنجاح، فلنفكر بإيجابية لكسب جولة النجاح، ولندع التفكير السلبي جانباً، فكلٌ منا يفكر في النجاح على حساب الآخر، مع أن النجاح متاح للجميع، ولكن للأسف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح، هذه وللأسف حقيقة موجودة في حياتنا الواقعية، فمن الحقائق الثابتة أنك تستطيع أن تنجح وبسرعة وبأفضل طريقة، عندما تساعد الآخرين على النجاح، فإذا كان النجاح يجعلك متكبراً، فأنت لم تنجح حقاً، وإذا كان الفشل يجعلك أكثر تصميماً، فأنت لم تفشل حقاً،
الشاهد أن نجاحك لا يستوجب عليك أن تسعى لفشل غيرك، وهنا تحضرني حكمة رجلٍ عجوز حين قال: النجاح متاح ويسع الجميع، فـنجاحك لا يستوجب أن يفشل غيرك، تذكر فقط أن تكسير مجاديف الآخرين لا يزيد من سرعة قاربك.