مقالات متنوعة

عبد الله الشيخ : (تكويعة) محمد لطيف..!


صديقي شوقي عبد العظيم ، الصحفي في جريدة اليوم التالي، أحدث اختراقاً لملفات عديدة، كان آخرها تحقيقه الاستقصائي، عن بيع آخر حديدة في الخطوط البحرية السودانية.. قبل هذا(اشتغل) شوقي على ملفات فساد كثيرة، منها ملف مقدّم البرامج التلفزيونية، مُخصخِص القطاع الطبي، مُفتتِح شفخانة الوادي الأخضر، الوزير مامون حميدة.. وقبله فتح شوقي ملف الجامعة الأهلية.. ربما لسببٍ من ذلك، تتأهب الإنقاذ لغربلة القيد الصحفي، مع امتناع منسوبيها، عن تسجيل أدنى اعتراف بحق الملكية الفكرية لشوقي المسكين، الذي تقوم صحافتنا الورقية بإعادة تدوير استقصائياته.. إذا دققت النظر في صفحات جرايد الخرطوم، تجدها ) تَلِتْ و تعجِن( في تحقيقات شوقي، الذي يأخذ بعض رؤساء التحرير، من نصوصه، ترويجاً لمقالاتهم ..أحدهم، وأظنه رئيس القطاع … استلف )تكويعة( محمد لطيف الجديرة بالمشاهدة، وكفكف كُم جُلبابه، وقال في إحدى القنوات الفضائية، إن التحقيق الاستقصائي عن الخطوط البحرية، في صحيفة اليوم التالي، يُعد من أميز الأعمال الصحفية التي أُنجِزت مؤخراً.. بيدَ أن المذكور، استدرك قائلاً:ــ ولكن العمل جاء ناقصاً، لأنه لم يستحضر كافة أطراف القضية.. ويااا ولد… حتى حفيد ابن مشيش، يُدرِك أن إيران كونترا، قد انفضح أمرها بلجان التحقيق الرسمية، وكذلك ووترقيت، التي تُدرّس كأُمثولة اختراق لما وراء الكواليس، لم يُطلب من صحفييها استجواب نيكسون..! لكن ما مُشكلة.. قطاع الصحفيين التابع للمؤتمر الوطني، عليه أن يستمع لاحقاً، لأستاذنا محمد لطيف، حتى يتبصّر الحقائق المركوزة وراء الظواهر ..وينبغي على القطاع كذلك، استيعاب حقيقة أن أستاذي وملاذي، محمد لطيف، قد تخلى عن) تكويعته( المشهودة على كرسي البرامج الحوارية.. يقيناً أنه أقلع عن ذلك، بعد تنويهات صارِمة، لم يبخل بها عليه أصدقاؤه وأصفياؤه من قبيلة اليسار والوسط.. وقد كان حريّاً به، كديمقراطي أصيل، أن يقبل ملاحظاتهم، عن أن المَجْلَسة وبتلك الطريقة، تعني، في ما تعني، امتلاكه للحقيقة الكلّية..!
ويا عفاك الله.. تخلّى أستاذنا عن تِلك، بيد أنّه لم يُقلِع عن الظهور بينهم، في كل حينٍ وأوان.. ويا عفاك الله .. قد يتعرّض الإنسان لحمّى الارتداد، وأيضاً، قد يضل سواء السبيل… أستاذنا تولى عن الجلوس فوق أكناف المشاهدين، لكن وجهاء التنظيم استلف ما نفرَ عنه، فكانت النتيجة ظهور كتيبة من المنتسبين يتمجلسون مثله، للفتوى في أي موضوع.. أي موضوع..! فالانقاذ في سعيها الحثيث نحو تمكين ذاتها، استقدمت عضويتها الإنشائية من المدارس، ونصّبتهم في واجهات القطاع الصحفي.. يقيناً هذا هو السِّر وراء هجرة الكوادر، ابتداءً من دكتور محمود قلندر، وحيدر طه، وأبو المعالي، و راجي ود. مرتضى الغالي، الذي لن يكون آخر المُغادرين، إذا كان هذا هو الفأل، يا عَشَاي..!
الإنقاذ في أبعادها التأصيلية، علّمت منسوبيها قوّة العين، إلى درجة أن يقول لك أحدهم بأنه عازِم على: غربلة القيد الصحفي كلّه، مشيراً إلى أن عدد الصحفيين قد تجاوز السبعة آلاف مُجاهد.. يا حرام..!
من أين جاءوا..؟ هل حشدتهم) حبوبتي( داخل السِّجِل، من أجل أن تفوز في الانتخابات..؟
هذا الموضوع سنناقشه بالتفصيل لاحقاً …وحتى لا تضيع وُجهة هذه الزاوية، أعود بكم الى منظور تقريبي، قد يساعدكم كثيراً في الإلمام بأبعاد أزمة الصحافة في زمن الأُخوان..
ما مِن أحد، ولا حتى أُستاذ الأجيال، محجوب محمد صالح ، يعرف اسم قبيلة الأستاذ بشير محمد سعيد.. ولا حتى الأستاذة القديرة آمال عبّاس، تعرف، ماهي قبيلة توفيق صالح جاويش.. لا ولا ،، ولا حتى الدكتور خالد التجاني، يعرف قبيلة الأستاذة مديحة عبد الله، أو كمال كرار.. لكن ويا للعجب، حتى السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، ينادي على نقيب الصحفيين السودانيين بـ (الرزيقي)،، بينما يمور الصراع داخل الاتحاد، على قاعدة الولاء الجهوي، الذي ينماز به المنتسبون ..ففي قطاعهم ذاك، تسمع، عن أن، فُلان داك شايقي، وعِلّان دا جعلي، وداك فولاني، وذاك حفيد ابن مشيش..!
فهذه مصيبة يا كيزان، أكبر من دي..؟