مقالات متنوعة

مبارك عبده صالح : الأبــاك ريـحــك

كثرت الالتزامات على الكل : منها الاجتماعية لتوسع العلاقات، والمالية الموزعة بين الاكل والشرب والسكن والعلاج ،والوظيفية للزملاء والسكنية مع الجيران وخلافهم ، ونتيجة لذلك تشعبت الأمور وأصبحنا نركض خلف الحياة حتى كاد ا يتقطع النفس.
بدأنا وفقاً لذلك ،لا أقول، نترصد أو نتصيد أى هفوة تصدر من طرف أو فرد لتحجيم علاقاتنا معه والاقتصار على الضرورى جداً منها متذرعين بحجج ،قد تكون مقنعه أو غير مقنعة ،فلا نلقى لها بالاً أو قيمة .
نتطرف أكثر فى عدم المشاركة فى أمر اجتماعى هام وضرورى وعدم القيام به يدخل فى خانة التقصير غير المقبول فى نظر المجتمع . كل ذلك تنصلاً من المسؤولية الاجتماعية التى يفرضها عليك الواقع ،دعنا نقول السودانى بالتحديد، حيث المجتمعات الأخرى لا تلقى بالاً لهذه الأمور ، والتى تعد عندهم نوعا من الترف وضياع للزمن الذى يحسب بالمال والمال وحده .
هل الزمن يلقى بظلاله السالبة علينا أم نحن من نقود الزمن لهذه التصرفات (نعيب زماننا والعيب فينا ) احياناً نشعر أننا فى مرحلة تتصارع فيها نوازع الخير والشر تتقاتل فيها المبادرات الخيرية والمبارزات المليئة بالشرور .
تطغى أحياناً النظرة الإيجابية لمساهمتنا فى المجتمع ، وهو الأمر الذى يحفزنا فى أن نلعب دورنا المقدر فى مشاركة الجميع فرحهم وحزنهم ، ما نلبث ولطغيان الذاتية وغلبة المصالح الشخصية وما تحققه من عائد ، أن ننكمش لدواخلنا وذواتنا ، ونعود إلى البيت الضيق ونحصر نشاطنا فى الزوجة والأبناء وأخشى ما أخشاه حتى هذه يؤثر عليها الإيقاع المتسارع للحياة فيما يحقق المصلحة ،ونبدأ فى التمييز بين الأبناء : الذى يأتى بعائد مقدر عن الآخر الذى لم يوفق حتى الآن فى عمل ، وندخل فى خلاف أسرى مدمر يفقدنا أعز ما نملك فى هذه الدنيا وهم الأبناء والذين من أجلهم نكدّ ونجتهد.