رقية أبوشوك : الغلاء.. الغلاء.. الغلاء
موجة الغلاء استطاعت وبكل كبرياء أن تتربع على مدار أكثر من (3) سنوات على كل السلع والخدمات حتى أصبحنا عاجزين أمامها، فما نتقاضاه لا نستطيع عبره توفير أبسط الاحتياجات.. فالمرتب مقارنة بالمتطلبات الأسرية لا يسوى شيئاً حتى أصبح رب الأسرة عاجزاً وصامتاً وصابراً وآخرون أصابهم الجنون.
لا نعرف حتى الآن الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع الأسعار ولا أظن أن هنالك سبباً مقنعاً للغلاء حتى أصبحنا في حيرة من أمرنا.. فالمالية (صامتة) والتجار (يتفنون) في الأسعار خاصة وأن هنالك سياسة اقتصادية تحريرية تمنع التدخل في تحديد الأسعار.. فالسياسة هذه يجب أن لا تعني الفوضى.. الفوضى التي نعيشها الآن.. التضخم ينخفض والدولار أيضاً ينخفض والسلع متوفرة ولكن الأسعار كل يوم بفاتورة جديدة والمواطن قال (الروب) و(الروب) أيضاً قال (الروب) و(صبري فات حد الصبر).
البرلمان يطالب وزير المالية بسياسات مرنة ومتنوعة لكبح جماح الغلاء ومراجعة السياسات الاقتصادية الراهنة.. فعندما تم وضع البرنامج الثلاثي كانت هنالك سياسة قرأناها بأنها ستؤدي إلى تحريك الاقتصاد والذي سينعكس على المعيشة ولكنه انتهى ولم نرَ شيئاً.. ثم جاء البرنامج الخماسي والذي بدأ تطبيقه الآن ولكنه هو الآخر سيمضي دون أن نرى شيئاً أو حتى نحس به مجرد إحساس.
نعم هذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما أنها قراءة للواقع الاقتصادي الذي نعيشه الآن والذي غير مبشر بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. فمن أين إذاً التفاؤل؟
تأتي موازنة ونقول إنها تحمل البشريات للشعب السوداني وإنها غير قاسية على المواطن ثم نفرح ونهلل ونكبر بأن القادم أجمل وأحلى ثم تمضي من غير أن نرى شيئاً وتمضي أحلامنا في السراب مثل أحلام وآمال بائع السمن الذي درسنا قصته في كتب المطالعة ونحن بالمرحلة الابتدائية.
الآن أسعار السكر اقتربت من الـ(500) جنيه للجوال زنة (50) كيلو ورمضان على الأبواب والذي ينتظره السوق بفارق الصبر ليزيد كل السلع الرمضانية.. فكيلو السكر بـ(10) جنيهات للمستهلك بيعاً بـ(القطاعي).
أشياء كثيرة تولد (الملل والزهج والإحباط).. فالكهرباء رغم تصريحات وزارة الموارد المائية والري والكهرباء بتخفيض نسبة القطوعات بنسبة (50%) إلا أنها لم تخفض بهذه النسبة ولا قريبة منها.. فالقطوعات كما هي لم تتغير ولم تتبدل.. تقطع وهنالك مرضى بالقطاعات السكنية يعانون ما يعانون مع انقطاع التيار الكهربائي وأنا أعرف أن بالمنازل الكثيرين الذين يلزمون أسرّة بالمنزل تعمل بأجهزة كهربائية.. لأن فترة مرضهم والحالة المستقرة تستدعى مغادرة المستشفيات والبقاء بالمنازل مع مواصلة العلاج.. ولكن هيهات التيار الكهربائي وانقطاعه يزيد من الأمراض والأوجاع وتتضاعف فاتورة العلاج حيث الإصابة بالالتهابات والحساسية والأزمة الصدرية.
المهم نحن صابرون حتى نهاية الشهر الجاري حسب تصريحات وزارة الكهرباء بأن القطوعات ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري.. وأن القطوعات في (رمضان) خاصة وأن السنة المائية ستبدأ (يونيو) القادم .. صابرون وسنصبر ونشوف آخرتا على قول الأستاذ والشاعر الأديب “سعد الدين إبراهيم” الذي رحل مؤخراً وترك لنا الجميل.
نهاية (مايو) اقتربت و(رمضان) جاي وإن شاء الله الكهرباء ما تقطع !!!!
الماء.. هنالك انعدام وشح كبير في المياه هذه الأيام.. فهذه المشكلة أصبحت تتكرر سنوياً في هذا التوقيت وتمتد حتى عيد الأضحية في مناطق جنوب الخرطوم وغيرها من الأحياء.. نتمنى أن تتم معالجة الأمر اليوم قبل الغد.. فمن الممكن أن نتحمل انقطاع التيار الكهربائي ولكننا لا نتحمل انقطاع المياه وذلك بالرغم من أن الاثنين مران.
الحاجات كترت على المواطن سادتي فلا بد من معالجة الوضع الاقتصادي بصورة عاجلة والاهتمام بالقطاعات الإنتاجية ومعالجة الغلاء.. معالجته ليس بمراكز تخفيف الأعباء المعيشية.. لأن أسعار السلع بها لا تختلف كثيراً عن أسعار السوق العادي كما لا يجب معالجتها بتوزيع السلع الاستهلاكية عبر نافذة العاملين بالدولة.. فهنالك من لا وظيفة له وبالتالى لا يستطيع الاستفادة منها وهؤلاء كثر كعمال اليومية وغيرهم.