مقالات متنوعة

عبد المنعم مختار : السهرات والنوم الطالق


السهرات التي تهزم التثاؤب في الفضائيات السودانية باتت قليلة جداً.. وتعد على أصابع اليد ولا نريد أن نذكر اسماء ولكن ملء الفراغات البرامجية خصوصاً السهرات تحتاج إلى نوعية معينة من البرامج التي تجمع ما بين التنوع وخفة الطرح والقالب المنوعاتي الشيق.. وإلا.. فإن ما يجمع من سهرات رتيبة يكفي المشاهد عناء البحث عن «حبوب الفاليوم» لدرء آثار «النوم الطالق»..

٭ الفنان النور الجيلاني مازال يحتفظ بسمات لونيته المحببة التي تجعل من الانفعال مدرسة قائمة بذاتها وهو صاحب الأداء المتحرك الذي يشعر الحواس الخمس.. بأن التأمل الصادق يلغي وظيفة الحس السادس.

٭ العزيزة أغنية مفعمة بالمشاعر قدمها الشاعر سعد الدين بلونية العمق.. وعفو الخواطر.. ولو طلبنا من الشاعر المرهف أن يقدم مثلها مرة أخرى.. لفشل مرتين.. مرة وهو يستدعي الزمن الجميل .. ومرة أخرى لأن الزمن الكئيب لا يحتمل عزيزة أخرى.

٭ قناة النيلين الرياضية بداياتها المبتكرة في نقل الدوري الممتاز السوداني تؤكد أن النجاح والمستحيل مثل «الحراز والمطر» ونخاف عليها فقط من جغرافيا الاستادات وكيمياء مزاج اللاعب السوداني.

٭ امرأة طاعنة في السن ذهبت إلى الدكتور الشاب وهي تعلن «بدراما الحبوبات» عن أعراض مرضها فقالت له «يا دكتور حجرك التقيل وختيتو فيني طيارتين قايمات من كتفي.. شرارشيفي الحطب البندي.. ومصاريني الكلب البنبح» ولأن الدكتور الشاب ما ناقش كلامها.. كتب ليها حبوب اننتي باتوتيك» لا تضر ولا تنفع على طريقة «سَكِنْ تسلم».

٭ الفنان صلاح ابن البادية ظهر في سهرة حديثة في إحدى الفضائيات السودانية وهو بذات «اللمعة» الصوتية والأداء التطريبي الساحر ابن البادية رغم السنين «وطبع الزمن» مازال يسيل من صوته الذهب.

٭ مازلت اعتقد أن المصارعة السودانية عبارة عن «عوارة» لا تستحق المشاهدة ولا تحمل ملامح الإثارة وتذكرني «بشكل الأطفال» عندما كنا صغاراً .. لماذا لا نستفيد من موهبة الجري في خلق مباريات للسباق.. وخصوصاً أن العالم تعرف علينا من خلال خليفة عمر.. وإسماعيل وكاكي .

٭ في مصر انتشرت الأغنية السودانية على يد ستونة مجروس وجواهر لذلك انحصر المد الإعلامي في نطاق استفزازي جداً جعل قيمة الفن السوداني تعتمد على (كدا .. كدا .. يا ترلة) و(القندران) الذي «يستف» كل المعاني الخفيفة وأغاني الحناء في شحنة واحدة.

٭ يقال إن الحكومة اعتمدت في ميزان مدفوعاتها على الذهب ونحن نسأل عن الدهب (القائم سبروق) في العبيدية وأبو حمد هل يدخل في ميزان حسنات وزارة المالية. أم الموضوع برمته يرهق كاهل السوق الموازي بطريقة (شنقلي طوباية تلقلي دهباية).

٭ الدهباية كانت مجرد تجريب خمير (العواسة) الدراما السودانية التي ما زالت تحتاج إلى بهارات في التحضير والتنظيم والتجويد حتى يقف (النص) المعياري على رجليه وإيراد الدهباية كنموذج ناجح للدراما الإذاعية هو تأكيد على أن الأزمة أكبر من (غرفة الإنعاش) وأعمق من فلسفة التنظير والثرثرة.

٭ الإعلانات مازالت مادة يسيل لها لعاب النجوم الدراميين بالقدر الذي جعلهم يغادرون منطقة «الخيابة» الدرامية.. إلى المال الذي «يزغلل» العيون..

وقد بات واضحاً أن معظم الدراميين «دون ذكر اسماء» حملوا رفات الدراما بأزماتها «وكبوها في إطار الظروف» وتوجهوا صوب الإعلانات لأن معالجتها تدخل الجيوب مباشرة.