مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : واااا عبد الرحيماه


سأكون على نهج سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه”.. هذه العبارة بين القوسين تسابقت في نقلها صحف عن والي الخرطوم، عبد الرحيم محمد حسين، الذي لم يمضِ وقتها على اختياره والياً للخرطوم إلا بضعة أسابيع، وخرجت الصحف بتلك الكلمات “المأثورة” ولا أقول “الماسورة”، لأننا ما زلنا نتعشم في عبد الرحيم لحل ما سنعرضه من مشكلة، ولأننا ما زلنا نظن به خيرا، خرجت الصحف بمقولة الوالي تلك مينشيتا رئيسا، يومها كتبت في هذه الزاوية معلقا على حديث عبد الرحيم وإعلانه الإلتزام بمنهج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودعونا له الله أن يعينه على الإلتزام بالمنهج العمري، لأن في ذلك خير له ولنا جميعا.
قبل أن استعرض المنهج العمري في تفقد الرعية والعدل بينهم، ألفت انتباه السيد الوالي إلى مشكلة ظلت تؤرق رعية الوالي عبد الرحيم في منطقة العشرة مربع “12” هؤلاء المواطنون ضاقت بهم الحيل، وغاض صبرهم، واستعصى حل مشكلتهم الخاصة بانعدام مياه الشرب، وهم الآن يقفون موقف الحائر الذي أفرغ كل ما في جوفه من شكاوى، دون أن يسمعه أحد، وقد شهدنا في ذلك الحي خروج النساء والأطفال في مظاهرات، واحتجاجات متواصلة في الصحف وغيرها، وكانت “الصيحة” قبل عام قامت بجولة في المربع للوقوف على حجم المشكلة، وذلك عندما بلغنا أن انقطاع الماء تواصل لأربعة أشهر ونقلنا المعاناة يومذاك وتمت المعالجة الوقتية التي تحدث في كل عام تسكينا مؤقتاً للأزمة، وهي أشبه بعملية تخدير لمريض أضناه الألم.
الآن نقول للسيد الوالي إن المشكلة بلغت منتهاها وتحتاج منك شخصيا لتدخل عاجل أن كنت فعلا تتبع منهج الفاروق بن الخطاب الذي كان يرتجف فؤاده من شدة الخوف من الله في الرعية وهو يقول صباح مساء مخاطبا نفسه والدموع تبلل لحيته: “ليت أمك لم تلدك يا عمر” “ماذا تقول لربك يوم القيامة أن سألك عن هؤلاء”.. أيها الوالي تدخل بنفسك لحل المشكلة التي تطاولت وبلغت من العمر “12”عاما دون حل أن كنت تبتغي منهج عمر الذي كان يردد: “لو أن بغلة تعثرت بأرض العراق، لرأتني مسؤولا عنها يوم القيامة لِمَ لَمْ أسو لها الطريق”..
السيد الوالي أن كنت فعلا تتبع منهج الفاروق عمر رضي الله عنه، فإن منهج عمر قائم على العدل والرحمة وتفقد الرعية في عقر دارها.
حدثني وزير الإسكان السابق عمر حضرة ذات مرة وبدا لي وقتها أن الرجل كان منبهرا من نهج الوالي عبد الرحيم في معالجة المشكلات التي ترد إليه في مكتبه أو داره وكيف أنه يستقبل مئات المواطنين كل يوم جمعة في منزله ويقضي حوائجهم وينظر في طلباتهم بعدالة ورحمة، هذا جيد لكن نقول للسيد الوالي هناك من الرعية من لن يطرق بابك ولو جثا على ركبتيه من شدة العوز والفقر، فهؤلاء أولى بالتفقد من غيرهم، فكثير من السودانيين ذوي عفة وكرامة، ويتحسسون حتى في طلب الحقوق المشروعة، والدليل على ذلك مواطني مربع 12 العشرة هؤلاء الذين اكلمك عنهم الآن، فقد سمعتهم أمس بالمسجد يتفاكرون لحل مشكلتهم بأنفسهم بعيدا عنك وعن حكومتك لأنهم ببساطة قد طفح عندهم الكيل، لكني استأذنتهم أن أعرض عليك هذه المضلة التي تطاولت بلا حلول، ونأمل أن تولي هذا الأمر كريم رعايتك.. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.