محمد وداعة : محاكمة تشو يو كانغ.. تحرير النفط السوداني!
(تشو يو كانغ)، يُعرف في الأوساط النافذة سودانياً في قطاع البترول والكهرباء بصديق السودان، وهو يعتبر من أقوى المسئولين الصينين نفوذاً، حيث شغل منصب وزير الأرض والموارد، وكان على رأس شركة البترول الصينية (CNPC)، وعضو مجلس الدولة والأمانة العامة للحزب واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وشغل منصب وزير الأمن في الفترة 2002– 2007، ثم عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي. الرجل القوي اُعتقل في أواخر 2013، بتهمة استغلال النفوذ واستلام رشاوي بملايين الدولارات، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، والتجريد من كل ممتلكاته في أبريل 2015، أثناء محاكمة الرجل، ردد أسماء لنافذين في دول أخرى من بينها السودان..
لذلك لم يكن غريباً أن استلمت وزارة النفط، خط نقل الخام السوداني(هجليج بورسودان) في سبتمبر 2014، بعد إيداع الرجل السجن منتظراً المحاكمة، ولم يكد يمضي على محاكمته بضعة أشهر، إلا وقد آلت للحكومة بعض حقول النفط بهجليج، ومن ضمنها مربع (B2)، الأكثر انتاجاً وإحتياطات، كما آلت الخطوط (3) و(7)، التي تنقل خام دولة جنوب السودان في بداية مايو الجاري 2016، لذلك بدا الوضع مستغرباً نهاية الأسبوع الماضي، الذي شهد إقالات لكبار قيادات شركة سودابت، بمن فيهم المدير العام، وهي الشركة التي كان يعول عليها في توفير الخبرات للمساهمة في إدارة حقول وخطوط نقل خام النفط التي ينتظر أيلولتها لحكومة السودان.
هذه القرارات الحكومية بوضع يد الدولة على ثروات البلاد والأصول النفطية، ربما تفسر أسباب زيارة وزير الطاقة الصيني للبلاد في الأسبوع القادم، ولعلها تفسر تقاعس الصين عن الوقوف بجانب الحكومة في مجلس الأمن، مما تسبب في صدور القرار 2265 بالإجماع، بالرغم من الحديث المتكررعن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، ويتردد حديثاً صينياً، من فترة إلى أخرى، عن تعرضها لضغوط بسبب علاقتها بالسودان، لتبرير تراجعها عن حصة السودان في مبادرة (100) مليار دولار التي خصصتها للاستثمار في إفريقيا، أعتقد أنه آن الأوان لفتح ملف العلاقات السودانية الصينة وجردها، وتحديد الخسائر التي تتكبدها البلاد من الخضوع لأنياب التنين الصيني التي لا تشبع، ففي الوقت الذي تستأثر فيه الصين بخيرات البلاد البترولية باستخدام تقنية متخلفة، تهدر الكثير من الإنتاج المتوقع وتنضب آبارها قبل الأوان، فهي لا تقدم شيئاً على صعيد الحصار الغربي المفروض على البلاد، بل وتساهم في استمراره بالتصويت (بنعم) في القرارات المصيرية، ولم تفكر يوماً أو تلوح باستخدام حق الفيتو لنقض ايّ قرار من القرارات التي تكبل البلاد ليس في ظل النظام الحالي وإنما لأيّ أنظمة أخرى بديلة، ولسنوات ستتطاول، وفي ذات الوقت تتضح يوماً بعد آخر الحاجة لتطبيع العلاقات مع الغرب الأوربى وأمريكا، البلاد مواجهة بخيارات صعبة عليها أن تختار، أهون الشرين، بعد إجراء الدراسات اللازمة وإجراء إختبارات للتنبؤ بأفعال الطرف الآخر، الصين لم تعد شريكاً كافيا لا مرحلياً ولا استراتيجيا، الصين تبتز الحكومة.