معاوية محمد علي : لحظات مع نميري
اليوم وكل الناس تتحدث عن ثورة 25 مايو بين متفقين حولها ومختلفين ، أكتب لكم عن لحظات من حياتي قضيتها في حضرة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري بعد لقائي به مرتين لن أنساهما أبداً ، المرة الأولى كانت بعد وصوله للبلاد من منفاه في القاهرة وكانت محطته الأولى هي كافوري في منزل كان أشبه بالثكنة العسكرية من حيث القوة التي كانت تحرسه ، واستطعت يومها مع حماس بدايات العمل في الصحافة أن أدخل إلى ذلك المنزل وأبيت فيه الليل كله ، وفي الصباح الباكر رأيت النميري (شخصياً) وهو يمازح البستاني ، بعدها غادر سيادته إلى هجليج ليكون شاهداً على افتتاح خط البترول ، وعلمت بعدها من أحدهم أنه كان يجلس في الطائرة التي أقلتهم إلى هناك مجاوراً لسعادة المشير سوار الدهب وكانا آخر إنسجام وإبتسام، وعند عودته بدأت الوفود في زيارته، فتسللت إلى صالونه الأنيق وجلست بالقرب منه لست مبالياً بالنظرات التي كادت أن تفترسني من الذين حوله، ودون مقدمات عرفته بنفسي كمدير تحرير لجريدة الدار (وقتها) ووجهت له سؤالاً قبل أن يكمل عبارات الترحيب بي ، قلت له : (شعورك شنو سعادتك وأنت تلتقي المشير سوار الدهب لأول مرة بعد الإنتفاضة في الطائرة) ، وقبل أن أسمع إجابة وجدت نفسي في الشارع بعد أن قام بعض من كانوا حوله بزجري وإخراجي بصورة فيها من العنف ما فيها ، بعدها سجلت له زيارة بمنزله في حي ودنوباوي ووجدت معه الشيخ صادق عبد الماجد ، فدخلت إلي صالونه (ألبسيط) الأنيق وأخذت أستمع له وهو يحكي لفضيلة الشيخ عن رحلته إلى امريكا وكيف أن الشيخ الترابي (عليه الرحمة) وقف عقب صلاة الجمعة في مسجد بواشنطن يخطب في المصلين باللغة الإنجليزية ، والكثير من الحكاوي التي لا أرى أن هذه المساحة تكفيها ، وأذكر أيضاً أن سعادته (رحمة الله عليه) قال للشيخ صادق إن مواطناً تبرع له من قبل بقطعة أرض بالقرب من المطبعة العسكرية وإنه زارها مع هذا المواطن واستلمها منه ولكنه لا يدري مصيرها بعد تلك السنوات.
هي مجرد حكايات كان لابد أن أحكيها بمناسبة هذه الذكرى ، مع أنني لست مايوياً ولا حتى من أهل السياسة ولكني لا أنكر أبداً إعجابي اللا متناهي بشخصية الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وأنني ألتهم قراءة كل ما يكتب عنه ، سواء أن كان في الصحف أو الكتب أو حتى التسجيلات القديمة لخطبه الجماهيرية.
ألا رحم الله المشير جعفر محمد نميري وأسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء .