إن لم تسحبوا «السيارات» اسحبوا «لوحاتها»
«1» > الملف الوحيد الذي أنجزه الحسن الميرغني بنجاح كبير هو «ملف السيارات». > وهو الملف الوحيد الذي لم يقل الحسن الميرغني انه يحتاج لإنجازه لـ «180» يوماً. > بركات «مولانا» ظهرت في «السيارات». «2» > غرائب السياسة السودانية. > الحسن الميرغني مع أنه دخل «القصر»، إلّا انه يشرف على «قاعة الصداقة». > هذا مثل المدير الفني الذي لا يجد مفراً من تقديم «الطرف اليمين» لفريقه ليلعب «رأس حربة». > وإن حدث العكس في السياسة السودانية، اذ جعلوا «رأس الحربة» يلعب «طرف يمين». > دائماً نقول ان صيانة القاعة او احداث اضافات فيها، لا يحتاج الى «مساعد رئيس الجمهورية». > ومساعد «أول» كمان. «3» > انصرفت الصحافة السودانية في الفترة الأخيرة نحو «السيارات» الرئاسية لأبناء مولانا محمد عثمان الميرغني حتى بدا الأمر وكأن هناك من يقصد أن يقدم «أولاد» الميرغني بهذه الصورة التى يبدو فيها كل هذا «التلهف» نحو «سيارات القصر» الجمهوري. > الصحافة بالطبع ليست ملامة على تلك الانتقادات، طالما قبل أبناء الميرغني بهذه الوضعية أن يكونوا قبلة لكل هذه الأسهم، فهي تكتب في اشياء توفرت لها فيها معلومات خطيرة ، وان وافقت انتقاداتها اجندة خفية واهواءً اخرى. > أبناء الميرغني هم الذين وضعوا نفسهم في هذا «الموقع»، وعليهم الانتباه لذلك حتى لا تبدو الصورة بكل هذا السوء. > على أبناء السيد الميرغني أن ينتبهوا لمكانة والدهم الرفيعة، ولهم ألا يمكنوا الأطراف الاخرى منهم، على ذلك النحو، حيث يبدو وكأن قضيتهم الاولى هي «السيارات» وهم في غنى عن ذلك. «4» > في الوقت الذي كانت تقدم فيها انتقادات حادة لمساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني بسبب اعتراضه على سحب «4» سيارات رئاسية من مكتبه، اتضح حسب تصريحات «قصرية» ان مساعد رئيس الجمهورية السابق جعفر الميرغني لم يسلّم السيارات الرئاسية التى كانت في عهدته، رغم إعفاء جعفر الميرغني من المنصب الذي كان يشغله قبل عام. > إن كانت سيارات المساعد السابق لم ترد الى القصر يبقى من حق المساعد الحالي وهو مساعد أول لرئيس الجمهورية أن يعترض في سحب بعض سياراته وهو خارج البلاد، إذا كان شقيقه مازال يتمتع بصلاحياته «السيارية». «5» > الإشكالية هنا ليست في القيمة المادية للسيارات التى لم يسلمها جعفر الميرغني المساعد السابق، كما خرجت الكثير من الكتابات ودارت كل الانتقادات الصحفية في هذا المحور. > الإشكالية في أن تلك السيارات تحمل لوحة «رئاسة الجمهورية»، وهذا يمكن ان يوفر لها «تسهيلات» ويمنحها «قوة» سياسية غير قوة محركاتها. > في البرلمان السوداني بعد أن تفجرت قضية «تسهيلات» السيارات لنواب البرلمان، اتضح ان بعض موظفي البرلمان وبعد انتهاء فترتهم في البرلمان استعملوا بطاقاتهم البرلمانية في قضاء حوائجهم السياسية ومصالحهم الخاصة، حسب تصريحات صحفية للنائب البرلماني برطم. > إن كان مجرد «بطاقات» لموظفين في البرلمان السوداني يمكن الاستفادة منها ويمكن تحقيق «مآرب اخرى» عبرها، كيف بسيارات مساعد سابق لرئيس الجمهورية مازالت لوحاتها تحمل «رئاسة الجمهورية». > إن لم تسلَّم سيارات المساعد السابق لرئيس الجمهورية وترد للقصر الجمهوري، على الأقل يفترض أن تسحب «لوحاتها» إن لم تسحب السيارات نفسها. > دعونا نكتفي بـ «اللوحات». > الإشكالية الأكبر ليست في هذه السيارات او تلك اللوحات الرئاسية.. الإشكالية الكبرى تتمثل في هل تتعامل الحكومة مع كل الذين تنتهى فترات تكليفهم وعملهم بهذه الطريقة التى تعاملت بها مع جعفر الميرغني. > هذا يعني أن نصف أموال الدولة في ايادي موظفين ودستوريين انتهت فترات عملهم في الحكومة. «6» > ما يقال عن الحسن الميرغني يمكن أن يقال عن عبد الرحمن المهدي. > أعتقد أن الحكومة ما لم تستطع أن تفعله في الميرغني والمهدي، فعلته في «أولادهما». > وبنجاح تام.