بين عبد الرحمن والحسن
* الحسن الميرغني مستاء، الحسن يلوح باحتمال فض الشراكة مع المؤتمر الوطني، الحسن يوجه بإعادة الأموال التي صرفتها رئاسة الجمهورية على علاجه في تايلاند، الحسن يتحدث عن احتمال لجوئه إلى استخدام الركشات إذا ما سحبت منه الحكومة السيارات.
* تلك مقتطفات صغيرة، من إجابات مضطربة، وإفادات متشابكة، أدلى بها السيد الحسن الميرغني، مساعد أول رئيس الجمهورية، للزميلة (السوداني)، وفهمنا منها أنه مستاء (وبه زعلةٌ)، من طريقة تعامل الحكومة معه، بخلاف شكواه القديمة من عدم إسناد أي ملفات مهمة له.
* الحسن يفضل التعبير عن استيائه بأحد نهجين، أولهما الاعتكاف في الجنينة، والابتعاد عن العمل في القصر وترديد الشكاوى والتهديد بفض الشراكة عبر الصحف، والثاني الحرد بالسفر إلى الخارج، بذات النهج الذي سبقه عليه شقيقه جعفر الصادق، بخلاف رصيفه اللواء عبد الرحمن الصادق، مساعد الرئيس الذي تكيف سريعاً مع وضعه ومنصبه، وأدرك حدود تكليفه، ووطن نفسه على أداء أدواره بلا تبرم، واستطاع أن ينتزع لنفسه مساحةً مقدرةً من الحركة والأنشطة الرسمية، ونال بها اهتماماً لا بأس به من وسائل الإعلام.
* خلال الشهر الماضي شارك عبد الرحمن في احتفالات شرطة المرور بأسبوع المرور العربي، وظهر مرتدياً زي رجال المرور، واستقبل وفد الهيئة القومية لرعاية الموهوبين، واستضاف أعضاء لجنة الحريات في الحوار الوطني، وشارك في احتفال الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل بمناسبة اختيار الدكتور أحمد بلال كأبرز شخصية إعلامية عربية، والتقى الفريق صلاح الطيب، مفوض عام مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج.
* في منتصف الشهر الحالي التقى عبد الرحمن، النائب الأول، وتفاكر معه حول راهن الوضع السياسي، وبحثا كيفية تسهيل سبل العيش الكريم للمواطنين، كما شارك في تكريم الطلاب المتفوقين في امتحانات مرحلة الأساس، وخاطب احتفال أداء القسم للجان الشعبية، وافتتح بطولة الخرطوم الدولية لألعاب القوى.
* لم يتردد الأمير عبد الرحمن حتى في اقتحام المياه الإقليمية لمولانا الحسن، عندما خاطب الجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية التي انعقدت مؤخراً بالخرطوم.
* فعل ذلك مع أن رئاسة الجمهورية أسندت منصب الرئيس المناوب لمجلس الأمن الغذائي للحسن الميرغني!
* يتحرك عبد الرحمن في مساحات واسعة، ويلعب بطريقة السهل الممتنع، ويشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية يومياً، ويؤدي أدواره الرسمية بلياقة سياسية عالية، من دون أن يتمتع بأي سند من أي حزب، بينما يتوهم الحسن أن تربعه على قمة الحزب الاتحادي يمنحه ميزةً لا تتوافر لبقية المساعدين.
* يدرك عبد الرحمن تماماً أنه موجود في القصر لأنه ابن المهدي، ويتوهم الحسن أنه زعيم حزب سياسي.
* نبهناه قبلاً إلى أن المحصلة البائسة التي حصدها حزبه في الانتخابات الأخيرة لا تمنحه صفة (شريك)، لأنه نال أقل من (6%) من المقاعد، مقابل أكثر من (75%) للمؤتمر الوطني، فعن أي شراكة يتحدث؟
* مطلوب من الحسن أحد أمرين، إما أن يقلد رصيفه الأمير، ويستمتع بالمنصب التشريفي، وينتزع مهامه وتكليفاته (بضراعه) مثلما يفعل عبد الرحمن، أو يفض الشراكة، ويفضها سيرة، ويرحمنا من (نقته) الكثيرة، وتهديداته المسيخة!