مقالات متنوعة

عبد المنعم مختار : «بنات حواء»

٭ «بنات حواء» برنامج نوعي يشاهده الرجال بفهم لأنه يعبر عن أشواقهم ازاء وضع يمنع المرأة ان تعبر عن احساسها تجاه الرجل إلا عبر الأغنيات.. وكأنما «سي السيد» لا يتقبل الغزل الصريح إلا عبر كبسولة غنائية..
٭ زمان كانت المرأة «تدس» نصف احساسها ولا تطلقه إلا موسمية الأفراح والمناسبات الاجتماعية.. وتطلق زفراتها ورأسها مصوب نحو الجدران في الحفلات الأسرية ويمكنها أن تشارك بالرقيص في مسألة غريبة.. تؤكد أن حياءها نوعي متأرجح بين الاعتياد والاعتقاد.
٭ نعود «لبنات حواء» البرنامج الذي كان يقوم على ركيزة اساسية من حيث التاريخ والقيم الغارقة في التفاصيل.. انها حواء الطقطاقة التي رحلت بعد عامين من صناعة هذا البرنامج الذي يحتفي.. وحواء التي ناضلت ضد المستعمر واطلقت زغرودة للوطن خالية من الشوائب منحت البرنامج مساحة وافرة من الحيوية والانطلاق.. ورسمت معالم جديدة لأغاني البنات بكل مراحلها المتقلبة المزاج.. وفقاً لمنظومة المجتمع.
وقد كانت البنت تغني للمعلم الذي يعمل بهيئة التدريس وتحولت بفضل المتغيرات الى المغترب.. وتاجر الغرب.. والآن تساقطت كل الدلالات ولم يبق إلا رجال الاعمال والمال يهزمون بسطوتهم المادية حتى المشاعر النبيلة «أغاني البنات» تظل قيمة لا يمكن التحلل منها مهما كانت طريقة الكلمات التي صيغت فهي لا تخرج من كونها احساس صادق يعتلج بالدواخل.. ويمكن القول إن بداية الفلاتية ومهلة العبادية كانت تأخذ من هذه اللونية تلك النزعة التي تحمل هواجس المرأة وأشواقها الحبيسة.. واكتلمت بأم بلينة السنوسي.. واماني مراد وغيرها من الأصوات النسائية التي اعتمدت على مواهب من غير تذويق.. أو أدوات تجميل .
٭ «بنات حواء» هو تأكيد بأن الصوت الناعم يتسرب رويداً رويدا داخل خلجات القلب ويمكن أن يتقبله الرجل على علاته لأسباب سايكولوجية.. أو عاطفية.. أو حتى سايكوباتية.. وهذه بمثابة ضوء اخضر لكل من أحست بأن داخل حبالها الصوتية نغمة طاااعمة.. والشعراء في السودان على قفا من يشيل عذراً أنا لا أريد أن أخرج من الموضوع.. ولكننا بالفعل نحتاج لتفعيل الصوت السبرانو في الأغنية السودانية.
حالياً «بنات حواء» مرصود بعناية في كثير من القنوات الفضائىة خاصة بعد توقف قناة قوون الفضائية.. بينما شرعت قنوات اخري في اكمال هذا البرنامج ودخلت قنوات جديدة في الخط مثل انغام والمنال بالاضافة الي القنوات الراكزة الاخري مثل القومية والنيل الازرق والخرطوم وامدرمان ونأمل أن يكون هذه المرة جديراً بالمتابعة.. ويأخذ الشكل المتنوع.
ونشكر للاستاذة أم وضاح وهي اجتهدت كثيراً في المرات السابقةلاخراج هذه اللونية في أبهى صورة.. ومحاولتها المستميتة في سبيل ان تستفيد من خاصية التذوق الفني بحكم انها صحفية متميزة في هذا المجال النسائي على وجه التحديد..
«بنات حواء» يتم تقديمه في ظل تكاثف غنائي في كل الفضائيات السودانية.. وتظل طريقة التناول الانيق هي التي تحسم مسألة الاختيار وتثبيت الريموت.