نهايات وبدايات أسبوع.. قصص وأخبار..
تقبل الإثيوبيين > لو درى وزير الإعلام الإثيوبي (فيتاشو رضي) أن الملايين من مواطنيه الإثيوبيين في السودان، صاروا سودانيين أكثر من السودانيين أنفسهم، لما قال كلمته في ورشة (تنمية الولايات – التجربة الإثيوبية أنموذجاً) التي عقدت بالخرطوم أول من أمس. فمنذ تدفقات الإثيوبيين على بلادنا بأعداد كبيرة قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة، وطوال فترة النضال الإثيوبي ضد الديكتاتور السابق منقستو هايلي مريام، وقبلها أيام لجوء الإمبراطور هيلاسي لاسي خلال الحرب العالمية الثانية عند فقدانه لعرشه ومكوثه في ضيافة الشريف يوسف الهندي حتى مغادرته إلى إنكلترا، ثم عودته إلى بلاده بعد هزيمة إيطاليا في الحرب.. وساهمت قوة دفاع السودان بدور بارز في إعادته إلى عرشه. ومن أبرز الضباط الذين شاركوا في العمليات العسكرية لإرجاعه ضمن قوات الحلفاء، (اليوزباشي أحمد مجذوب البحاري، اليوزباشي أحمد عبد الله حامد، اليوزباشي محمد نصر عثمان الذي يعد أول ضابط مخابرات حربية في تاريخ الجيش السوداني، والملازم الزين حسن الطيب). > لم يشعر السودانيون بأي ضيق من وجود الإثيوبيين رغم تحول أحياء بكاملها في الخرطوم منذ الثمانينيات إلى أغلبية إثيوبية، ووجود أعداد كبيرة من معسكرات اللجوء في شرق السودان، إلا أنه في الفترة الأخيرة تزايدت أعداد الأجانب في السودان بشكل غير مسبوقٍ من كل الأقليم حولنا بسبب الصراعات والحروب والنزاعات والفقر والبطالة وطلب الهجرة وموجات الجفاف والتصحر، وتسبب ذلك في تحمل السودان لأعباء كبيرة وتضحيات جسيمة تأثَّر بها المواطن السوداني في لقمة عيشه ومشاركة الآخرين له في الخدمات المحدودة، بالإضافة إلى أن ثقافات وعادات وافدة كثيرة غزت المجتمع السوداني، فصار التبرم والتذمر جهراً، وفاقم منه أكثر ارتفاع معدلات الجريمة واتساع نطاق جريمة الاتجار بالبشر التي يكون في الغالب ضحاياها من الإخوة الإثيوبيين. فلو كان الإخوة من إثيوبيا يدخلون السودان ويعبرون إلى غيره، واعتبار بلادنا ممر وعبور، لكان ذلك أخف. لكن من لا يعبر يبقى ومن يبقى يقيم إقامة غير شرعية تتطلب توفيق أوضاعه مثل غيره من الأجانب والحصول على إقامة رسمية بغرض العمل أو غيره. > وظل رئيس الوزراء الإثيوبي السابق الراحل ملس زيناوي الذي عاش في السودان ومعه قيادات الثورة الإثيوبية حتى انتصارها، ظل يردد قناعاته ويقول للرؤوساء الغربيين «السودان عبر التاريخ هو بلد هجرات فأي اضطرابات عنيفة فيه ستعيد كثير من المهاجرين إلى بلدانهم في المحيط الإفريقي كله وسيحدث الانفجار العظيم ..»! مرتزقة المنطقة > في الأخبار أمس، خبر هو تأكيد لما هو مؤكد وتثبيت ما هو ثابت بالفعل، فحكومة جنوب السودان كم قالت معلومات ومصادر عسكرية في جوبا، تستخدم قوات الحركات المتمردة في دارفور، في العمليات العسكرية الجارية في أعالي النيل وغرب بحر الغزال، وقامت قوات الجيش الشعبي وهو الجيش الحكومي في دولة الجنوب، عبر جسر جوي بنقل أعداد كبيرة من قوات الحركات الدارفورية إلى ملكال وفلج من مقار ومعسكرات حكومية في بور ومناطق البحيرات وجونقلي، بغرض قتال قوات (اقواليك) التابعة للواء جونسون ألونج أحد القادة المتمردين على جوبا، كما شاركت قوات من حركات دارفور متواجدة في بحر الغزال في العمليات الأخيرة في مناطق غرب بحر الغزال. > في ذات الوقت قال دبلوماسي ليبي أن اللواء المتمرد على حكومة طرابلس خليفة حفتر، أتم اتصالات مع حركات دارفور المتمردة لمعاونته في حربه الطويلة وللسيطرة على بعض حقول النفط الليبية خاصة حقل زلة جنوب شرق مدينة سرت في منطقة الهلال النفطي الليبية، وهذه ليست المرة الأولى، فالحركات المتمردة في دارفور لديها تعاون مع مجموعة حفتر من وقت ليس بالقصير وتقاتل معه منذ تمرده، وقد لعب أعوان القذافي السابقين المتعاونين مع حفتر في تنسيق ربط حفتر بقيادات هذه الحركات، وشاركت معه في عمليات عسكرية كثيرة وفقدت جزءاً كبيراً من قياداتها وقواتها في معارك دارت بشرق ليبيا وفي مناطق الكفرة للسيطرة على المدينة الحدودية، وفشلت جميع تلك العمليات.. > قوات الحركات باتت اليوم هي البنادق الجاهزة للإيجار في المنطقة من جنوب السودان إلى ليبيا، ولم تعد هناك عمليات أو وجود فاعل لها على أرض الواقع في ولايات دارفور، فعن أية قضية في دارفور يتحدث قياداتها؟ وماذا يريدون ولماذا يذهبون للدوحة او أديس أبابا أو باريس..؟ مدينة الديوم الرياضية.. > كل من شاهد الاحتفال الرياضي الكبير مساء الخميس بافتتاح المدينة الرياضية بالديوم في قلب الخرطوم، وهذا الإنجاز الضخم، يتساءل، لماذا لا تعطى المدينة الرياضية بأكلمها التي وقفت مكانها لعقدين من الزمان، لجهاز الأمن والمخابرات لينجزها في أشهر معلومات كما فعل مع مدينة مكتملة في قلب الديوم؟، هذا المنجز الرياضي الكبير الذي شهدناه يؤكد أن إرادة العمل لو توفرت يمكن أن يتم الكثير في بلادنا، ويمكن لرياضتنا، أن تلعب دوراً في تحقيق السلم الاجتماعي وإنهاء الصراعات واستيعاب وامتصاص طاقات الشباب وتوجيهها وتصويب اهتمامات المجتمع إلى قضايا أخرى غير الجدال والنزاعات والعمل المسلح. هنيئاً لأهل الديوم بهذه المدينة الفخمة التي تستوعب وتشتمل على كل الرياضات تقريباً، بالإضافة إلى النشاط الثقافي والاجتماعي والتربوي، وهي بلا شك ستكون منارة للعمل في ضروبه المختلفة من أجل سلامة وأمن وترقي المجتمع.