اسامة عبد الماجد : فشل ألف مرة
٭ يقال إن مخترع المصباح توماس أديسون لم ينجح في مهمته إلا بعد فشله ألف مرة, وحينما سئل عن أسباب فشله ألف مرة ، أجاب بحكمه : أنا لم أفشل ألف مرة بل اكتشفت ألف طريقة لا تؤدي إلى اختراع المصباح.
٭ ويبدو أن الحكومة لم تقر بفشلها في الفترة السابقة في اختراع جذب الاستثمار ، ولسان حالها يقول اكتشفنا ألف طريقة لا تؤدي إلى استثمار ناجح .. لكنها الآن اكتشفت طريقة واحدة لتفعيل ملف الاستثمار وذلك بجديتها في حل العقبات التي تعترض الاستثمار خاصة السعودي بالبلاد.
٭ يزور وزير الدولة بالاستثمار والمكلف بتولي ملف الاستثمارات السعودية بالبلاد من قبل رئيس الجمهورية ، الأخ أسامه فيصل السعودية هذه الأيام وقد عقد اجتماعاً أمس الأول مع وزير المالية السعودي د. إبراهيم العساف بالعاصمة الرياض.
٭ الزيارة مهمة وهي محاولة للتكفير عن أخطاء فادحة ارتكبتها الحكومة في الفترة السابقة تجاه كثير من المستثمرين ، من خلال الطريقة العقيمة التي تتبعها تجاههم ، من تعقيد للإجراءات و(جرجرة) كانت سبباً في حمل كثير من المستثمرين لحقائبهم ومغادرة البلاد.
٭ اجتماع أسامه مع الوزير السعودي كان بغرض بحث الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتشجيع الاستثمارات السعودية في السودان وإيجاد حلول للمشاكل والعقبات التي اعترضت بعض المستثمرين السعوديين في السودان خاصة في القطاع الزراعي.
٭ مهم جداً أن تخلع الحكومة ثوب الكسل الذي ظلت ترتديه ، لفترة طويلة ، مما جعل عجلة الاستثمار تسير ببطء دفع حتى المستثمرين السودانيين للهرب إلى دول الجوار مثل أثيوبيا التي قطعت شوطاً مقدراً في جذب الاستثمارات الخارجية.
٭ ظل يدور حديث هامس حول طريقة التعامل مع مستثمرين أجانب يصلون البلاد ، ووصل الحديث لدرجة الاتهام بعرقلة خطوات المستثمرين ، ومعلوم أن كل من يريد أن يُعجل بمعاملته وإجراءاته في أي مرفق حكومي ماذا يفعل !!.
٭ قال باني النهضة الماليزية مهاتير محمد في محاضرته التي ألقاها بالخرطوم قبل نحو ثلاث سنوات إن واحدة من أسباب نهضة بلاده قضاؤهم على (البيروقراطية) وهي كلمة كبيرة .. وذلك يعني سد أبواب الفساد (محسوبية ومحاباة ورشاوي).
٭ لفت انتباهي اجتماع ثانٍ عقده الوزير أسامه فيصل بالرياض مساء أمس مع رئيس مجلس الغرف ورجال الأعمال السعوديين المستثمرين في السودان ، تجاوز مسألة (طق الحنك) التي أضرت بسمعة البلاد الاستثمارية ، فالوزير السابق مصطفى عثمان ، كان يستثمر وقته في السياسة ، وكان يصادق على مشروعات الشراكة غير المجدية بين حزبه وشركائه في الحكومة.
٭ كشف أسامة للسعوديين عن معالجة الكثير من مشاكل الاستثمارات السعودية بالسودان، معلناً عن إنهاء مشكلة تتعلق بأراضي أكبر ثلاث شركات زراعية سعودية تستثمر في السودان, وقال إنه خلال ثلاثة أسابيع سيتم تسليمهم العقود النهائية.
* في تقديري أن نهوض الحكومة من سرير الخمول أن وزارة الاستثمار على رأسها مدثر عبد الغني الذي يتعاطى الاستثمار وليس السياسة.