مقالات متنوعة

جلال الدين محمد ابراهيم : 200 سنة ضوئية

طيب جزاك الله خيراً على توضيح تعاستنا لمدة (200 سنة قادمة) إذا استمر الحال على ما هو عليه . ولكن عزيزي القارئ هل الوضع الاقتصادي الذي نعيش فيه اليوم هو وليد اليوم أو السنة التي نحن فيها أم هو نتاج تراكمات وأفعال وأخطاء تراكمت بعضها فوق بعض،، ألم يكن السيد الفاتح عزالدين بالأمس رئيساً للبرلمان،، ألم يكن في يده وقتها أن يعترض ويرفض ويشجب ويدين الوضع الاقتصادي ويطالب بمحاسبة أي شخص يجد فيه تقصير في الحكومة التنفيذية أو ينتقد قرارته أو حتى يطالب بعزل ومحاكمة من يجد فيه فساد؟. .
وبعيداً عن أمر ما ذكرت أعلاه،،، وبدون تخصص لشخص بعينه نقول:- لماذا البعض يصبح بطلاً ومناضلاً ويبكي من أجل الشعب، من بعد أن كان مستمتعاً ومنتشياً بخيارات النظام من الهبات والامتيازات والمرتبات والبدلات والحصانات الدستورية،، وهو صامت صمت أهل الكهف في مرقدهم،، وبمجرد أن يحرم منها أو من بعضها أو يُهمش ينقلب مائة وثمانين درجة ويريد أن يصبح بطلًا مناضلاً من أجل الشعب ؟! !.
والعجيب البعض من بعد خروجه من المنصب الدستوري أو أية وظيفة عامة كانت، يقول لنا إنه كان يصلح من الداخل،، طيب لمن الكل كان يصلح من الداخل الغلط يكون من منو؟!!؟ والأفسد الاقتصاد منو، يا ربي هل يكون الشعب هو السبب ! ! ! ! ! ! !؟ .
وكيف ينسى البعض ذلك القسم الغليظ على كتاب الله وهو يستلم المنصب بأن يكون مخلصاً لله رب العالمين وللشعب والدولة، وهل في بنود ذلك القسم ما يؤدي إلى الصمت عن الحق ! !؟ أم البعض لا ينكشف له الحق أثناء خوضه في المناصب ويتقلب فيها من منصب إلى آخر وفي نعيم الامتيازات وإذا جف المنبع عنه، تباكى وأصبح بطلاً مناضلاً يبكي من أجل الشعب . (وهل هو حقاً يبكي من أجل الشعب ! !؟)
نلاحظ البعض حين يكون في منصب يتكلم ضد المعارضة وبمجرد أن يخرج من المنصب أو يُهمش يرتفع صوته بنفس العبارات التي كان ينكرها على الآخرين بالأمس الغريب وهو يمتطي ( من العربات المظللة الفارهات ويسافر بصالة كبار الشخصيات ).
والعكس صحيح كذلك، فالبعض من المعارضين بمجرد أن يتم منحه منصباً دستورياً تجده قد تحول مائة وثمانين درجة عن ما كان يقول وينادي به وهو في صفوف المعارضة بل البعض يذهب إلى أبعد من ذلك بأن يشجب ويدين ويستنكر أفعال المعارضة التي كان بينها في الأمس .
يا قوم يا أمة لا إله إلا الله، هل ما يحدث من البعض سواء كان معارضاً انضم إلى الحكومة أو كان في منصب ( وطار منه) يعتبر كلمة حق من بعد الابتعاد من موقعه الذي صمت فيه واستمتع بكل خيراته ونعيمه ؟! ! ! ! ! ! !.
هذا يدل أن صمتهم وهم في موقع معين غير صحيح، وحديثهم من موقعهم الذي هم فيه حالياً كذلك غير صحيح، بل هذا يثبت أن البعض يتحدث ويصمت من أجل نفسه فقط فهو بذلك يثبت نظرية عبد المطلب ويقع في مقام من طالب بما له من إبل فهو رب الإبل، أما الشعب، فله رب يحميه. .
نكشة
إذا الشعب يعيد من يخاف قول كلمة الحق وهو في المنصب إلى المناصب الإدارية مرة أخرى عبر أية انتخابات، اذاً نحتاج إلى 200 سنة ضوئية وليست سنة عادية ليستقيم حالنا الفكري ناهيك عن الاقتصادي وغيره.