مقالات متنوعة

محمد وداعة : الفاتح عزالدين..انكسرت الجرة

لم تمض سوى سويعات على تصريحاته في البرلمان الذي بالكاد توفر نصابه بعد انتظار دام 40 دقيقة من الموعد الرسمي لبداية الجلسة، هرع السيد رئيس البرلمان السابق د. الفاتح عز الدين إلى نفي تصريحاته ، واحتل الصفحة الثالثة في الزميلة السوداني الغراء ليوم أمس الجمعة، د. الفاتح ربما تعجل في النفي مثلما تعجل في إطلاق تصريحات غاضبة في البرلمان أول أمس، وهي تصريحات غضب تجاه حزبه و ليس مقصود منها الإصلاح، ذلك أن الرجل كان رئيساً للبرلمان ، بعد أن كان رئيساً للجنة الحسبة و العمل ،ولم يعرف أنه من أنصار الإصلاح ، كما أنه لم يفسح مجالاً للنواب على قلة الناقمين منهم على سياسات الحكومة في التحدث عن الإصلاح أو مناهضة الفساد، و كانت فترة رئاسته الأقل انجازاً على صعيد الحراك البرلماني ، سوى في التشريع أو مناقشة و تقويم الأداء التنفيذي، بل اتسمت فترة رئاسته للبرلمان بالتغزل المكشوف في السلطة و التزلف إليها، لا سيما تصريحاته الشهيرة قبيل الدورة البرلمانية الحالية في استجداء القوات النظامية لتعديل قوانينها بما(سيطلق يدهم)، و تحصين اعمالهم،على حد قوله ، و يجعلهم أكثر قدرة في حماية الأمن ، د. الفاتح كان يتحدث كرئيس للبرلمان الجديد ، و البرلمان لم ينتخب بعد، الرجل كان يتمنى الأماني و يطلق الوعود بطريقة لم يسبقه عليها أحد، لذلك لا يمكن تبرئته من الحنق و الغضب على حزبه، د. الفاتح قال: (إنه راض بلقب رئيس البرلمان السابق)، وقال:(إنه سعيد و مرتاح و مسرور بوجوده في المكتب القيادي للحزب و الدولة، واحتفاظه بعضوية الحركة الإسلامية)، و إمعانا في التنصل من تصريحاته قال:(تحدثت عن ثورة في القطاعات و ليس ثورة ضد النظام)، الرجل يعلم أن من نادوا بالإصلاح أصبحوا خارج المؤتمر الوطني بين يوم و ليلة، و من بينهم أعضاء في المكتب القيادي، فماذا يكون مصير من ينادي بالثورة داخل الحزب،? الرجل قال: (لو قعدنا 200 سنة بهذه الطريقة لن نعالج الوضع الاقتصادي، ووصف الحالة بأنها تستدعي (الكوراك)و (الثورة)، قائلا ( الوضع يقتضي أن نكورك بأعلى حسنا و متى سنثور أن لم نثر الآن )،وهذا مسجل و بصوته، من حق د. الفاتح أن يتراجع عن تصريحاته، ولو بهذه الطريقة المذلة،و لكن ربما عليه أن يعلم أن هذا لن يشفع له في المؤتمر الوطني ، الجرة انكسرت و تبدد ما فيها، المؤتمر الوطني لم يتعود الاعتذرات و لا يغفر الأخطاء و لا يسامح كل من تحدثه نفسه بأن يغرد خارج السرب، كان الأفضل للرجل لو تمسك بتصريحاته ربما شفعت له عند مليك مقتدر.