حسين خوجلي

تقاسيم بالمداد في مقام (المحاولة)


(1)

* اي محاولة لتقديم خدمات ماء وكهرباء وصحة وتعليم وإصحاح (للخرطوم) باعتبار أنها (عاصمة) جهد لا يجدي.. الرؤية الاستراتيجية للحل أن ينظر للخرطوم كدولة أفريقية جديدة أقترح أن تنضم لمجموعة (الكومونولث) لتنويع المنتجات الأقليمية أي حال غير هذا سيجعل أغنية الموسم المفضلة للفريق مهندس طيار عبد الرحيم محمد حسين هي رائعة (المستحيل).

(2)

* أي محاولة لمحاربة الفقر دون محاربة القبح لن تجدي فالذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً وأول مراتب الجمال الانتاج والكفاية والعدل.. أملأوا الأودية بنعمة الحفائر والنوافير والغابات والأزاهير البرية وحصاد الخريف ثم أرفعوا شعار الحبوب للتصدير وتسمين العجول والضأن.. عزيزي أحمد هارون إن الأغنية الأكثر يقظة لهذا الخريف يجب أن تكون رائعة الجابري (الزهور صاحية وانت نائم).

(3)

* أي محاولة لايقاف العنف الطلابي دون إعادة أساتذة الجامعات العلامات الذين غادروا مهن التعليم المنتجة لصالح مهنة السياسة العقيم هي محاولة محكوم عليها بالفشل.. هي دعوة ملحة وعاجلة لعودة دكتور غازي صلاح الدين ودكتور علي الحاج ودكتور مصطفى عثمان ودكتور عصام البشير ودكتور الشفيع خضر ودكتور شريف التهامي ودكتور قطبي المهدي ودكتور الزين بشير ودكتور اسماعيل الحاج موسى ودكتور الجاز وهنالك بالطبع المئات من هم أمضى وأشهر بصراحة من غير هؤلاء بتجاربهم ونصائحهم وحضورهم الباهر وسط طلابهم ستتحول الجامعات الى رياض صبيان متشاكسين.

وبالرغم من اللوائح والمواعظ سوف تتحول رغم أنفنا الى مجتمع عريض من الكراهية ويصبح النشيد الأكثر تداولاً بين المعسكرين (أنت السيخ الخلاص يا جداراً من رصاص يا حبالاً للقصاص).

(4)

* أي محاولة لحل تعقيدات وكوارث ومآزق مصفوفة العنوسة والطلاق وجرائم الاغتصاب والهروب والهجرة الابدية دون إطلاق فقه اجتماعي طليق وجريء ومثمر ومرتبط بشعارات سياسية واقتصادية جادة وعملية هي محاولات لن تزيد المشكل إلا تعقيداً واضطراباً وقتامة

سيداتي سادتي وزراء الشئون الاجتماعية والضمان والتكافل واتحادات الشباب والنساء.

هذا هو الحل المقدمة النظرية الصائبة والشاملة هي السابقة للواقع العملي الذي يملأ السودان دخناً وقمحاً ولبناً وبيوت ندية وأطفال أصحاء

هذا وإلا ستبقى الأغنية الأشهر لفقراء الشباب

أنا ما عندي مالاً خمة

عايز بيت حلال واتلما

البتدورو يابا ويمه

بتزيد الأمور تعقيد..

(5)

* أي محاولة لرياضة سودانية ناجحة ومنافسة وذات أهداف ومرامي شريفة دون إعادتها الى طبيعة (حرفاء) الحارات وأذكياء الحواري وموهوبي الدورات المدرسية..

وإبعاد هذا الفاقد التربوي من الذين يحسبون كرة القدم سيارة وشقة ورصيد فقط دون ثقافة ووطنية وعلمية.

أي محاولة لا تستهدي بمثل هذا المنهج سوف تصنع الهزائم والديون والادارات المعينة وخطط علوق الشدةالتي تسيء لنا في الداخل والخارج

يا أهل الكورة في بلادنا أجعلوا شعاركم يبدأ بالمقاول الأول

(نادوا لينا البنا

البني لينا الجنة

ابني طوب حب

وأرمي مونة محنة

(6)

* أي محاولة لاطلاق أغنية سودانية جديدة وطليقة ومجنحة وفياضة مفرحة وعذبة وحمالة للأماني والمعاني بعيداً عن الوطن والانسان والمرأة الرمز والحب الكبير.. محاولة لن تفيد

ولتكن البداية البحث عن صناعها الحقيقيون من شعراء ومطربين وجمهور ومعاهد ومثقفين ورساليين وشلل حميدة ونداءات وشعارات تسبق البرامج والانجازات وليكن شعاركم والموسيقي التصويرية

(ابسمي يا أيامي

بسمة الزهر النامي)

(7)

* اي تجربة ديمقراطية في العالم الثالث لا تعتمد تحالف الأحزاب والجيش والمجتمع المدني والقوى الجديدة بميثاق يحمي الوطن ويحقق النماء والاستقرار.. هي سباحة ضد التيار.. سباحة تفضي الى ضفة أخرى قريبة أول صوت فيها مارش عسكري وبيان أول

لأن اشكاليات العالم الثالث تغري الصندوق بالتنحي وتغري البندقية بالانقضاض.. فليكن شعار الجميع
(أي بتعمل

أيد تعمّر

وأيد بتحمل للسلاح)

(8)

* أي محاولة لإبراء الذمة أو محاربة الفساد لا تلتزم بقانون هذا الصحابي الصريح والمباشر لا تجدي تقول الرواية إن ولي على إحدى الأمصار الثرية وقد وصلها على راحلته وصلى بالناس الجمعة وخرج بهم خلاء حول المسجد وقال أيها المسلمون

ليس هنالك غنى وعافية في هذه الفانية أبلغ من أن يختارك الخليفة والناس بالرضى أميراً

وهاأنذا وقد وليت عليكم ولا املك من هذه الدنيا إلا بعيري هذا فان خرجت عنكم متنحياً أو معزولاً بغير هذا البعير فأنا سارق.. ووقع الجميع.

فهل عرفتم الآن كثرة القوانين والتوجيهات وكثافة الفساد في العالم العربي.

كثير من الساسة يعتبرون أن الاستعمار ذلك الغريب الذي خرج مع أن الاستعمار هم الذين يحكموننا من بني جلدتنا ولذلك كلما سمعت خطبهم التي تتنزل على رؤوسنا كالطوارق أترقب أن يكون الشعار نشيد العطبراوي وهو يشير لسعادته (يا غريب أمش لي بلدك

يا غريب يلا لي بلدك

لملم عددك وسوق معاك ولدك)

يلا

(9)

* أي محاولة جادة لزراعة المساحات المفتوحة بمدينة ود مدني بامتدادات خضراء وأشجار حسان ونوافير فياضة بالرذاذ والأضواء ستجعل من ود مدني أجمل مدينة أفريقية وعربية

عزيزي دكتور إيلا إن الشجرة في بعض دول النفط تكلف في حياتها آلاف الدولارات والشجرة عندكم تأكل من عمل يدها فلماذا لا تجملوا هذه المدن بهذه اللوحات المجانية.. سمعت أنكم ستهدون لكل أسرة ثلاث شجرات مثمرات وانت تعلم أن 60% من صادر لبنان للفاكهة يأتي من أشجار البيوت.

نجاح مشروع الجزيرة أيها الأدروب المحبوب لستة ملايين مواطن يبدأ بزراعة القيم المهدرة بالانسان.. إنسان الجزيرة يحب نعم ولكنه لا يوقع بذلك على ورقة بيضاء.. فما رأيك في أن هذا الحب الصادق تحالف جديد ما بين البحر والنهر..

وليكن شعارنا شعار بازرعة في وجه اليائسين القائلين بنهاية وطن ومغيب أمة

(هل تصدق

أنتهت قصتنا

يا أجمل حقيقة)

(10)

* أي محاولة تجعل الحوار الوطني يمشي بين الناس بساقين يبدأ بأن تثبت المعارضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار للشعب السوداني بأنها تملك وعياً وإرادة وجماهير وقيادات ونقابات وبرامج وثماراً على الأرض عملية ومثمرة تساند محمد أحمد المسكين في الصحة والتعليم والبيئة جمعيات تحارب الفقر والجهل والمرض بما تملك.. الشعب لا يمنح ثقته للذي يملك لساناً عائراً وساعداً عاثراً وحلم راتب وعمل غائب..

بصراحة الشعب يائس من المعارضة وحزين من وعلى الحكومة ومشفق على الوطن وصامد بالصمت والصبر حتى تؤول غضبته لصالح المتربصين والطابور الخامس وعدو المعارضة والحكومة لو كانوا يعقلون

وبالرغم من المسغبة والرهق فسيظل شعارهم مبتدر للمغني الكابلي والشاعر المجذوب

(أيكون الخير فى الشر انطوى

والقوى

خرجت من ذرة

هى حبلى بالعدم

أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم

ويكون الضعف كالقوة حقاً وذماما

سوف ترعاه الأمم

وتعود الأرض حباً وابتساما)