هاني رحمة : هلال بلاتشي ومنتخبنا الوطني
.التجربة الودية التي خاضها الهلال أمام سانت جورج الإثيوبي الفريق الشرس كشفت عن العديد من الجوانب الايجابية والسلبية للفرقة الهلالية , أولا كشفت لما التجربة عن العمل التنظيمي والتكتيكي الكبير الذي قام به المدرب بلاتشي وفي فترة قصيرة جدا جعلت الجميع يطمئن علي القيادة التدريبية للهلال .
.ومنذ فترة طويلة لم نشاهد الهلال منظما ولديه خطة متفق عليها في التمرير والتمركز ,بلاتشي وضع تشكيلته بناءا علي نوعية العناصر المتوفرة له ففي حراسة المرمي كان ماكسيم ضيف شرف للمباراة وأجاد في خط الدفاع عمار الدمازين إلي جانب ابوعاقلة وفداسي والطاهر الحاج علي أطراف الملعب ثم شيبوب والشغيل وبشة ووشيبولا وولاء الدين وكاريكا .
.وضح منذ بداية المباراة التنظيم الهجومي الجيد الذي وضعه المدرب والتنوع في خلق الفرص من العمق والأطراف , ولكن صراحة الهلال يحتاج الي ظهيرين محترفين يتناسبان والطريقة التي يلعب بها بلاتشي , حيث انه يعتمد في طريقة لعبه علي اللعب من الأطراف وشد الملعب وإخراج الفريق الخصم من مناطقه وجره الي أطراف الملعب لفتح فرص من العمق للتصويب او الدخول الي منطقة الجزاء او الاعتماد علي العكسيات كل هذا التنوع يحتاج الي طرفي ملعب يجيدان العكسيات والمراوغة والتمرير الصحيح.
.الطاهر الحاج ومعاوية فداسي لعبا علي أطراف الملعب ولكن لم يجيدا العكسيات ولا المراوغة ولا حتي التمرير الصحيح السهل , لذا ومنذ ألان وقبل الدخول في الموسم المقبل وفي فترة الانتقالات الرئيسية علي الهلال البحث عن طرفي ملعب يمكن الاعتماد عليهم لان فداسي والطاهر ليسو طموحنا ولن تجدي خطة بلاتشي الممتازة الحديثة في الاعتماد علي فداسي والطاهر الحاج.
. ورغم ان المباراة كانت ودية ولكن العزيمة والاصرار كانت واضحة في أداء لاعبي الهلال للعديد من الأسباب منها ان جزء كبير من العناصر الجديدة لعبت بروح كبيرة لإثبات وجودهم امام الجمهور والمدرب ومن قبلهم مجلس الهلال فشاهدنا شيبوب يلعب بروح كبيرة فقط يعاب عليه التمرير الخاطئ , ولكن مع مزيد من الانسجام ومع ارتفاع معدل اللياقة البدنية سيؤدي شيبوب بطريقة افضل.
.سادومبا دخل وحاول ان يسجل ولكن الحظ عانده في فرصتين وأيضا ظهر اللاعب بروح معنوية ولياقة بدنية جيدة, النجم الأول في المباراة في وجهة نظري كان اللاعب صهيب الثعلب اللاعب الموهوب صاحب التمريرات القاتلة وصهيب لاعب يحتاجه الهلال بشدة في وظيفة صناعة اللعب الوظيفة التي عاني الهلال كثيرا في استجلاب اللاعب الذي يملئها ومنذ ذهاب البرنس لم ينجح اي لاعب في حل مشكلتها وألان صهيب في طريقة لشغل الوظيفة بالصورة المرجوة فقط ان اعطي الفرصة كاملة .
.بلاتشي يمتلك قدرات فنية كبيرة ستظهر أكثر مع مزيد من الانسجام واللعب التنافسي , وفي مباراة سانت جورج استطاع ان يفك بلاتشي الخندقة والتكتل الدفاعي الذي لعب به الفريق الإثيوبي واستطاع أيضا خلق العديد من الفرص والحلول فقط لو صبرنا عليه ولو وفرنا له العناصر التي تنقص الفريق الان وهي الطرف الأيمن والأيسر ولاعب قلب دفاع ,بعدها ستشاهدون هلالا يهز الجبال .
.أجمل ما في المباراة كان الجمهور الكبير الذي تدافع الي الجوهرة الزرقاء لمشاهدة الهلال علي أرضية الملعب , فكانت الأجواء رائعة والإستاد رائع والإضاءة رائعة وكل شئ جميل , زكرتني مباراة سانت جورج بأيام الهلال الجميلة من التدافع الجماهيري الكبير والتصفيق الحار للاعبين والاستمتاع بأداء نجوم الفريق داخل الملعب , حيث غابت في الفترة الأخيرة الأعداد الغفيرة من الجماهير الهلالية التي تأتي وتساند وتستمتع بالتابلوهات التمريرات الجميلة , وقبل التسجيلات الأخيرة غاب النجم الجماهيري مما جعل تدريبات الهلال ومبارياته من غير طعم حيث كانت المدرجات تكاد تكون فارغة , ولكن بعد التسجيلات الأخيرة والمدرب الكبير بلاتشي عادت الجماهير وعادت النجوم الجماهيرية وعادت الروح وعاد الهلال الذي نريد ,فقط علينا بالصبر حتي ننجز ما نتمناه.
.تخبط إداري كبير صاحب سفر منتخبنا الوطني الي كينيا لأداء تجربة ودية مع المنتخب الكيني التجربة التي تضاربت الأخبار حول قيامها وتصريحات الاتحاد الكيني بعدم علمه بهذه التجربة , بالله عليكم لاتمرمطوا اسم السودان يا قادة الاتحاد ,لا يعقل ان يتم تجميع لاعبي المنتخب وتجهيزهم للسفر وفي اخر لحظة نكتشف ان الاتحاد الكيني لاعلم له ألبتة بهذه التجربة , اي تخبط هذا الذي تديرون به الكرة في البلاد .
.غايتو كان الله في عون الكرة السودانية ومنتخبنا الوطني في ظل وجود هذا الاتحاد الذي انشغل قادته بالسفر الي الخارج والانتخابات والتشبث بالكراسي.
.المنتخبات الوطنية في كل العالم تجد نصيب الأسد من اهتمام الاتحادات علي العكس تماما هنا في السودان فقادة الاتحاد يولون الاهتمام الأكبر للبقاء علي دفة إدارة الاتحاد العام , وكل هذه المهازل تحدث من غير تحرك جماهيري يطالبهم بإصلاح أفكارهم وخططهم وأهدافهم وتوجيه كل الموارد في إعداد المنتخب وتجهيزه بالصورة التي تليق وسمعته في القارة الأفريقية , وايضا من غير رغيب او حسيب من الوزارة التي يبدو أنها لا تبالي بما يحدث من ممرمطة ومهزلة في حق السودان ممثلة في منتخبه الوطني وأصبح منتخبنا يتيما بلا وجيع فكان اله في عونه.