خالد حسن كسلا : لا جيش واحد.. ولا شعب واحد!
> يبدو أن المجتمع الدولي يرفض تماما تقديم الدعم لدولة جنوب السودان.. ويبدو ذلك واضحا من أنه يرهنه بمكافحة الفساد. > فكيف يمكن أن يكافح الفساد في دولة بها جيشان بقيادتين منفصلتين؟ فهذا وحده يحمي الفساد من مكافحته تماما . > والفساد دائما ينمو ويتنامى في الدول التي لا تحكمها مؤسسات.. ودولة بها جيشان فهي طبعا بلا مؤسسات حاكمة.. وهكذا تريدها دول الاستكبار المتآمرة على اصدقائها أكثر من أعدائها . > فلم يتضرر السودان عدو هذه الدول الكبرى كما تضررت منها صديقتها وحليفتها دولة جنوب السودان. > ومجلس وزراء جنوب السودان وهو حكومة انتقالية المفترض فيه طبعا أن يعالج مشكلة غياب المؤسسية هناك، وهذا دوره إلى حين تشكيل حكومة منتخبة.. لكن يبدو أنه لن يقوم بهذا الدور.. ولن يكون له قيمة دستورية غير أنه طريق عودة رياك مشار. > فقد وافقت حكومة جوبا على الاعتراف بقوات المعارضة المسلحة في الإقليم الاستوائي وإقليم بحر الغزال والسماح لها بفتح معسكرات فيها. > وفي بحر الغزال وغربها تأتي التقارير المؤلمة جدا بسبب غياب جيش قومي واحد يقوده رئيس الحكومة حول ارتكاب القوات الحكومية لأفظع الجرائم. > قتل واغتصاب وتعذيب واعتقال للمدنيين.. وطبعا تعذيبهم بعد ذلك.. كله يحدث في واو وما حولها. > ولو كان هذا ما تفعله القوات الحكومية.. فهذا وحده يمكن أن يبرر وجود قوات أخرى يقودها مشار.. كجيش مواز تصرف عليه الحكومة من نفس الخزينة العامة الواحدة التي تصرف منها على الجيش الشعبي أو ما تبقى منه بقيادة سلفاكير. > وفي جنوب السودان لا يمكنك أن تسأل لماذا لا يتحد الجيشان مثلما اتحد قائداهما.. رئيس الدولة ونائبه الأعلى. > لو كان بالإمكان اتحادهما لما انشق جزء منه ومعه انشقت مجموعة من الشرطة ومجموعة من الأمن وتبعت مشار في يوم 15 ديسمبر 2013م. > وهذا يدل طبعا على أن جنوب السودان الذي عجزت الحركة الشعبية عن صناعة شعب واحد فيه لا سبيل في ظل حكمها لبناء جيش واحد موحد سواء أكان في هذه الفترة الانتقالية أو فترة حكم قادمة تحكم فيها الحركة الشعبية. > ونفس الأوضاع الأمنية والاقتصادية الآن في جنوب السودان ستكون هي ذاتها في مرحلة الحكم القادمة وقد تكون أسوأ إذا ظلت الحركة الشعبية محتفظة بالحكم تحت أية حيلة. + جنوب السودان أفضل له أن يكون بلا جيش لو كان الجيش هو الجيش الشعبي الذي يتقاسم قيادته تقاسما قبليا سلفاكير ومشار. > فكل المآسي هناك سببها هذا الجيش المنقسم قبليا.. وحتى التقارير الدولية وتقارير بعض المنظمات الغربية تتحدث عن ذلك . > وأمس امرأة حبلى تتعرض لأبشع اعتداء وتفارق الحياة.. ولو كان قد اعتدى عليها مسلحون.. فهم قد وجدوا البلاد بدون جيش يحمي الشعب.. والجيش الشعبي أفضل منه قوات «اليوناميد» في دارفور.. و«اليوناميد» يحتاج إليها جنوب السودان أكثر من دارفور طبعا.. بل دارفور ليست في حاجة إلى «يوناميد» منذ أن وطئت أقدامها أرضها. > ولو أرادت الحركة الشعبية أن تستمر في حكم جنوب السودان دون أن تواجه في كل مرحلة تحديات أمنية كما ظل يحدث لها منذ أن انسحب الجيش السوداني من هناك بموجب اتفاقية تعذيب الجنوبيين اتفاقية نيفاشا . > وقد كان انسحابه قبل استفتاء الجنوبيين حول تقرير مصيرهم، أي أن الاستفتاء كان تحصيل حاصل. غدا نلتقي بإذن الله..