أسامة عبد الماجد : كومون .. (تطير عيشتا)
* مامن طرفة مضحكة مثل موقف عضو البرلمان محمد الحسن الأمين من شركة كومون المشغل للصالات بمطار الخرطوم .. فالرجل لا موضوع له غير شركة كومون وبالأمس وتحت قبة البرلمان مارس هوايته بمهاجمتها حتى أن رئيس البرلمان وخلال التداول بشأنها أعطى الحسن درساً في العمل البرلماني حيث قاطعة ونبهه على ضرورة التفريق بين المعلومات وبين الأسئلة.
* تحدث النواب وتحديداً محمد الحسن والمستقل أبو القاسم برطم عن كومون ، التي كان يغادر محمد الحسن مجاناً عبر صالاتها بحكم منصبه الأسبق نائباً لرئيس البرلمان بينما يضطر الآن للدفع.
* وقضية الرجل مع الشركة شخصية بحته وذلك أنه كان مسافراً بالخطوط المصرية إلى القاهرة، قبل عامين وأثار مشكلة في الدخول بسيارته، وحينما دخل الصالة ضرب أحد الأبواب الزجاجية بعنف، وقال للقائمين على إدارة الصالة: (انتو فاسدين، وحالحقكم قضية فساد الأقطان).. وتدخل مسؤول من مراسم البرلمان يدعى عماد الدين مصطفى، واعتذر إنابة عنه.
*والحديث أعلاه ذكره مدير كومون في حوار سابق أجرته معه الغراء (اليوم التالي) .. ولكن لنفترض أن حديث محمد الحسن يحمل شيئاً من الصحة .. (هرجلة) الأمين تشعرك أن كومون هبطت بليل في المطار وأنها نهبت أموال الحكومة مع أن محمد الحسن لا يسأل عن الأموال المنهوبة (جد جد).
* لست هنا في مقام الدفاع عن كومون ولكن غادرنا عبر صالاتها في رحلات داخلية وخارجية ضمن وفود رسمية ، وحقيقة تغير واقع الصالات تماماً بعد أن تولت زمام إدارتها، وأصبحت وجهاً مشرفاً للسودان في وقت كادت تتلاشي الصورة الجميلة والمشرقة عن البلاد ، بعد أن طال الإهمال والدمار كل شيء ، يكفي أن وزير النقل ذكر في البرلمان أمس أن (172) مليون جنيه ديون على عاتق سودانير.
* وزير الدولة بمجلس الوزراء جمال محمود أكد قانونية وسلامة موقف كومون وقال للنواب أمس إن جميع عقود الشركة مع المطار سليمة وعطاءات ومنافسة معلنة ..ثم أن الشركة متعاقدة مع الطيران المدني، بعقد قيمته أربعة ملايين دولار، كما أنها مستثمر رئيسي في الصالات بأكثر من اثنين مليون دولار، استثمرتها الشركة في الخدمات وإعادة تأهيل الصالات.
* وبالتالي ما يثار بالبرلمان يدعو للدهشة ، ويشىء بدوافع خفية ، لمن يتحدثون عن الشركة بتلك الصورة المشوة لها ، وغير متناسين أن العمل في مجال التأهيل والتشغيل بالمطارات يتطلب صرف أموال طائلة.
* كثير جداً من المطارات في العالم تديرها شركات خاصة والحكومة لن تستطيع أن تدير المطار ولو كانت تملك المقدرة على ذلك لما ذهبت وتعاقدت مع شركة قطرية لتأهيل المطار، وكانت المفاجأة أن الشركة تعمل في مجال التجزئة و(إكسسوارات) الموبايل.
* إقرار الوزير جمال محمود قيامهم بمجهودات جارية لتكوين شركات مساهمة عامة تدير أمر الصالات تأكيد على عجز الحكومة في إدارة الصالات.. ومهما يكن من أمر حتى لو غادرت كومون فإنها تستحق التقدير .. ونقول لمحمد الحسن عينك في فيل (سودانير الخاسرة) وتطعن في (ضل) كومون.