معاوية محمد علي : موضة تقديم البرامج
عندما قدم الفنان وليد زاكي الدين برنامجا عبر شاشة التلفزيون القومي ، إعتبر البعض أن ذلك يمثل قمة الفشل لتجربة الفنان الشاب في مجال الغناء لذلك ذهب يبحث عن ذاته في مجال الإعلام عبر ظهور جديد وبشكل مختلف حتي لا ينساه الناس وحتي يقول للصحافة وغيرها أنا موجود ، ولكن الحقيقة التي إتضحت بعد ذلك أن وليد اثبت موهبة مقبولة في التقديم التلفزيوني وإستطاع أن يحقق شيئا من قبول لكنه لم يضف لمسيرته كفنان ، بعده ظهر الفنان طلال حلفا كمقدم برامج عبر قناة أم درمان الفضائية وإستطاع أن يدير جلسات من (الونسة) لم تشفع له لينال شهادة الإجازة كمقدم برامج ، لكن الغريب أن هاتين التجربتين لم تقدما أي درس للفنانين طه سليمان وعاصم البنا وصفوت الجيلي الذين سيظهرون لنا خلال أيام الشهر الفضيل كمقدمي برامج وسهرات بالقنوات الفضائية .
هذا الثلاثي مع إعترافنا التام بحقه في التجريب وخوض مجالات أخري غير الغناء نري أنه غير مؤهل للتقديم التلفزيوني الذي له أهله وشروطه وثقافته التي لا نظن أن طه أو عاصم أو صفوت يمتلكونها وتقديم برنامج وإدارة حواره بالتأكيد هي ليست مثل تقديم أغنية ، لذلك نقول أننا غير مستبشرين بنجاح تلك التجارب ، ليس تشاؤما ولكن لأننا نعلم أن التجربة التي قدمها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي في هذا المجال لا تعني أن اي فنان هو كابلي.
ليت طه وعاصم وصفوت إنصرفوا في تجويد بعض أغنياتهم أو بحثوا عن أغنيات جديدة ليقدموها لنا كهدية في العيد بدلا عن مغامرات ومحاولات بائسة للظهور في مسرح ليس هو مسرحهم ، نقول ذلك حتي وإن وجدت برامجهم المشاهدة ، لأن مشاهدة أي تجربة في المرة الأولي لا تعني نجاحها ولا تعني أنها تجربة جاذبة ،ولكنها نظرية (الجديد شديد).
لو كان الثلاثي من الفنانين عاطلي الموهبة لكنا قلنا أنهم يبحثون عن الشهرة ولكنهم عندنا من فناني الصفوف الأولي ونجوم الأغنية السودانية لذلك دهشتنا كبيرة بتلك الخطوات التي خطوها في مجال الإعلام والتي نخاف أن تخصم منهم كفنانين الكثير.
خلاصة الشوف
لن نستغرب إن سمعنا غدا أن سعد الدين حسن أو سوركتي أو معتصم محمد الحسن أو غيرهم من الإعلاميين سيظهرون لنا في برنامج رمضاني كمطربين ، لأن (مافيش حد أحسن من حد).
وكما يقولون كله (تجريب في تجريب ) و(كلو ظهور) ، خاصة أن الكثير من إدارات قنواتنا الفضائية تري في شهر رمضان شهرا للتجريب وهي تظن نفسها أنها تقدم أفكارا وتجارب جديدة ، ويفوت علي هؤلاء (المساكين) أن المشاهد أذكي مما يتصورون ، وأن كثيرين يملكون الفكر البرامجي بأحسن من أفكارهم البالية .
وحقيقة مسكين المشاهد السوداني الذي سينتقل من قناة لقناة ليجد (زيدا من المطربين) يغني ، وفي قناة أخري (حاج نظرية).