أهم توجيهين
* أقيم توجيهين صدرا في الأيام الماضية تعلقا بما يهم الناس، ويشغل بالهم حقاً هذه الأيام.
* توجيهان صدرا من قمة هرم السلطة، اختص أولهما بوعدٍ أطلقه الرئيس، وقضى بعدم قطع الكهرباء عن القطاع السكني خلال شهر رمضان المعظم، واتصل الآخر بالنائب الأول، الذي وجه هيئة مياه ولاية الخرطوم بتطبيق شعار (صيف بلا قطوعات مياه)، خلال زيارته التفقدية لعدد من محطات المياه بالولاية أمس.
* تسبب انقطاع الكهرباء لمدة (12) ساعة متتالية كل (48) ساعة، في حالة سخط غير مسبوقة على المسؤولين عن القطاع الحيوي، وجعل الأسافير تضج بالسخرية ممن تسببوا في تراجع سقف طموحات القيادة، من وعود براقة، تتعلق بتمكين البلاد من تصدير فائض إنتاجها الكهربائي إلى دول الجوار، وتخفيض فواتير الكهرباء للقطاعين السكني والصناعي، إلى وعود تتصل فقط بعدم قطع التيار عن الناس في رمضان.
* حينما يقترن انقطاع الكهرباء بغياب المياه لعدة أيام، تتضاعف معاناة المواطنين، ويتعطل الإنتاج في المصانع، وتتوقف دواوين الدولة عن خدمة الناس، بخلاف ما يحدثه قطع الكهرباء من فساد للأدوية والأطعمة الموضوعة في ثلاجات المنازل، ومن ارتفاع في استهلاك الوقود المستخدم في تشغيل المولدات.
* تمثل الكهرباء الوقود المحرك لكل شيء.. حتى الهواتف الجوالة والطابعات وماكينات عد النقود وأجهزة الكمبيوتر وبقية معينات الاتصال تتوقف عن العمل في دواوين الدولة بعد أن تنقطع الكهرباء، وعندما يتصل كل ذلك بارتفاع شديد في درجات الحرارة تبلغ المعاناة (والسخط والزهج والقرف) سقفها الأعلى في كل مكان.
* تحمل المواطنون قرار مضاعفة التعرفة على أمل أن تقود تلك الزيادة الكبيرة (مائة في المائة) إلى توفير المياه لهم باستمرار.
* دفعوا ما عليهم مقدماً، وخاب أملهم، وتواصلت معاناتهم، وزاد سهرهم، وتضاعف صرفهم، ما بين تسديد فواتير مياه لا تأتي إليهم إلا لماماً، ودفع مبالغ إضافية لشراء المياه بالبراميل في بعض الأحياء الطرفية.
* نحن لا نتحدث عن كماليات، بل عن أبسط خدمات يمكن أن تقدمها أي دولة لمواطنيها، ونرى أن مسؤولي هيئة مياه الخرطوم تحديداً يستحقون محاسبة صارمة، لأنهم صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الإيجابيات التي ستنعكس على الخدمة بمجرد تطبيق قرار دفع فواتير المياه مع فواتير الكهرباء (جمرة خبيثة)، وفشلوا في الوفاء بوعودهم، فتحولوا للحديث عن أهمية زيادة التعرفة، والكيفية التي ستوفر بها المياه للمواطنين تبعاً لزيادة معدل دخل الهيئة، وكان الفشل قرينهم للمرة الثانية.
* من تسببوا في تخفيض سقف طموحات القيادة في أهم مرفقين خدميين ينبغي أن يحاسبوا بصرامة، ويدفعوا ثمن تقصيرهم كاملاً غير منقوص.
* قضى هؤلاء على أهم المفاخر التي تباهت بها الإنقاذ، ومنحوا خصومها فرصةً للتعريض بها، والسخرية منها، والتفنن في وصفها بالفشل.
* من تسببوا في هذا التراجع المريع لا يستحقون أن يبقوا في مواقعهم دقيقةً واحدة.