هنادي الصديق : أيادٍ مبتورة ورقاب طائرة
* فشل حكومة الإسلام السياسي، في تطبيق الشريعة الإسلامية وتحقيق العدالة في السودان، طيلة فترة حكمها، هو فشل بنيوي وهيكلي في تطبيق الشريعة، بعد أن تأكد بما لا يدع مجالاً للشك تضمينها قوانين وتشريعات تحمي الفساد والمفسدين والتي تستمد موادها من فقه السترة والتحلل، وبات من المستحيل معه أن تجد قضايا الفساد التي يخرج بها مراجع الدولة كل صباح طريقها للمحاكم حتي تأخذ العدالة مجراها.
* استشراء الفساد ظهر عدة أوجه، أبرزها استباحة المال العام، والذي تمكن من جميع مفاصل الدولة وصار الصدق والنزاهة والأمانة استثناء وعملة يندر وجودها، وكل ذلك كان نتاج شريعة ضعيفة ومشوهة.
* ورغم ذلك نستغرب للمسؤولينا مِمَن يرفعون شعارات إسلامية وينادون بسيادة القانون الإسلامي، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، ما يعني أن التناقض بين الفعل والقول هو أبرز سمات حكومتنا بمسؤوليها الذين يشكلون عبئاً ثقيلاً على الوطن والمواطن الصامت غُبناً وحيرة وقلة حيلة.
* ومع مقدم الشهر الكريم، إرتفعت الأصوات المنادية بضرورة توفير (كيس الصايم)، والغرض من ذلك بالطبع (المن والأذى)، حيث يقدمون بيمينهم ما تعلم شمالهم، والكاميرات التي توثق لكل (كيس صائم) بمناطق النازحين وللأسر المستحقة، لا يمنعهم كراهة إعلان الصدقة أو أثرها النفسي على مستحقيها، نسوا في غمرة انفعالهم وفرحتهم بالكاميرات أن ما يقدمونه من مال صدقات ليس من جيوبهم الخاصة، بل من حر مال الشعب.
* يطالبون من خلال نشراتهم الصحفية بضرورة تسليم كيس الصائم لمستحقيه بينما الحقيقة أن معظم تلك الأكياس تذهب لغير مستحقيها ممن تعودوا سلب الفقراء والمحتاجين حقوقهم حتى إغتنوا منها، وما تبقى من أموال حولوه لأرصدتهم بالخارج.
* يتحدثون عن تجاوزات فاحت رائحتها وأزكمت أنوفهم قبل الغير ورغم ذلك يؤثرون الصمت لأن في صمتهم منافع كثيرة، ولا يأتي على بالهم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، لذا فلا ضير أن نقول عنها حكومة الشياطين.
* يعملون جهدهم في تخدير الشعب بحقن التسويف والوعود الزائفة بأخذ الثأر ممن ثبت تورطهم في قتل المواطنين العزل في أحداث سبتمبر2013 المريرة، ورغم مرور عامين كاملين على الأحداث ما زالوا يمارسون فقه السترة على بعضهم لأنهم في نظر الشعب (القاتل الحقيقي)، ولا يوجد في قاموسهم (الإسلامي) كلمة قصاص لأنها متى ما وجدت فسنرى الآلاف من الأيادي المبتورة والرقاب الطائرة، أليس هو القائل: (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص)؟
* يستخدمون كل الأساليب، التي تحميهم من غضبة الشعب، ولا يخشون غضبة الإله وهو خالقهم، وفي سبيل حماية أنفسهم فلا ضير من إهدار دم جميع أبناء الشعب السوداني، لأن المواطن هو أرخص سلعة في سوق الحكومة السودانية.
* يخرجون علينا كل يوم، بفن جديد وبشكل جديد من أشكال التضييق على الحريات، وعندما تأتي منظمات وجهات حقوقية (معترف بها)، من جانبهم، وتكشف عوارات وسوءات نظامهم وسياستهم البغيضة تجاه شعبهم، تكون ردة الفعل الغاضبة والتصريحات (الخنفشارية) بأن سيادة الدولة خط أحمر والتدخل الأجنبي مرفوض في الشأن الداخلي، ناسين أن هذه الدولة تعاني الأمرين.
* الأجانب أصبحوا يشكلون خطراً على الوطن والمواطن، خاصة الذين يتدفقون من كافة الحدود دون أن تكون هناك أي قيود تحكم تحركاتهم وعندما تقع الفأس في الرأس يكون الرد مثله مثل (كباري وسد).