مقالات متنوعة

كمال عوض : استقرار الإمداد.. أحلام مؤجلة

> عانت الخرطوم هذا العام معاناة كبيرة من شح وانقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة أثرت تأثيراً مباشراً على حركة المواطنين والسوق، وأخرت العديد من المعاملات في دواوين الحكومة والقطاع الخاص. > صار حديث الناس وشغلهم الشاغل كيفية التعايش مع هذا الوضع الاستثنائي في صيف لاهب تصعب فيه السيطرة مهما كانت درجة الصبر والاحتمال. > الزيادة التي تمت في تعرفة المياه تحملها المواطن على أمل استقرار الإمداد المائي بدون قطوعات، وهذا ما بشرت به هيئة المياه عند الزيادة، ولكن ما نعيشه اليوم واقع مختلف تماماً، بل ربما كان أسوأ من ذي قبل. > تصريح سابق من هيئة المياه أرجعت فيه تذبذب الإمداد لعدم استقرار التيار الكهربائي. وقالت الهيئة في التصريح إن انقطاع الكهرباء لساعة واحدة يكلفنا تسع ساعات حتى نستطيع ضخ المياه مرة أخرى في الأنابيب. > وقبل يومين قال وزير الكهرباء معتز موسى أمام البرلمان إن ارتفاع تكلفة قطع الغيار والوقود وتحسين الشبكة في ظل تعرفة الكهرباء الحالية يؤدي إلى إضعاف قدرة قطاع الكهرباء وبالتالي عدم الايفاء بمتطلبات التشغيل والصيانة. > إذن الزيادة قادمة لا محالة ومرة أخرى سيتحمل المواطن ويدفع، ولكن هل سيتكرر سيناريو المياه ونعود لمسلسل القطوعات؟ أم تلتزم وزارة الكهرباء باستمرار التيار حتى وسط تغير الظروف المناخية؟ > نعم بشر الوزير بحلول ومعالجات لمواجهة فصلي الصيف والخريف بتجهيز محطات التوليد المائي ودخول المحطات الحرارية للخدمة. ولكن شبح الزيادة ألقى بظلاله على هذه البشريات، ووضع حاجزاً بين وصولها للمتلقي، لأن أول ما وصلنا ونال اهتمام الجميع أنه لا إمداد كهربائي مستقر في ظل التعرفة الحالية. > هناك تفاؤل كبير وسط المواطنين بعد توجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح بالالتزام بإكمال مشروعات «صيف بلا قطوعات مياه». ونرجو أن تتغلب الهيئة على كل الظروف التي تحيط بها من «كسورات» الخطوط الرئيسة ومشكلة الإطماء ومعالجة تذبذب الكهرباء. > وهنا وبمناسبة «الكسورات» هذه قد نجد بعض العذر للهيئة والوزارة لأن الانفجار السكاني الكبير في ولاية الخرطوم وتمددها في مساحات شاسعة له تأثيره الواضح ويشكل ضغطاً على الشبكات، لأن كل مخطط جديد يحتاج لتوصيلات وآليات توفر له الإمداد وبالتالي تكثر الأعطال وتتأخر الصيانة. ولكن مع ذلك يجب اتخاذ التدابير والاحتياطات للمستجدات ووضع خطط ودراسات مصاحبة للمشروعات التنموية القادمة والحلول المقترحة، لأن سكان الخرطوم في ازدياد مستمر والهجرة من الولايات لم تتوقف ولن تتوقف قريباً. > أيام ويهل علينا شهر رمضان المعظم، وارتفعت درجات القلق بأن يظل الحال كما هو عليه. وهو شهر تزداد فيه حاجة الناس للكهرباء والمياه للتغلب على حرارة الطقس. > انقطاع الإمداد عن المنازل يدخل الأسر في خطر آخر، لأن غالبية الشباب يلجأون إلى السباحة في النيل ليخففوا وطأة «الحر» ويصبروا على ساعات الصيام. فتحدث كوارث الغرق. > ستظل الأحلام مؤجلة بإمداد مائي وكهربائي مستقر حتى تتغلب الوزارة والهيئة على كل العقبات، ولكن نتمنى ألا ترتفع الكلفة بصورة يصعب على المواطن توفير ثمنها.