اسحق احمد فضل الله

شيء يتبدل

أستاذ عبود
اسمك يدل على أنك من مواليد أيام عبود ـ أيام المحاولات الساذجة لصناعة دولة.
> والخطأ يقتل.. ويقتل..
> والأسبوع هذا أحد المثقفين في محطة اذاعية يقول: من يرفع العلم زعيم الحكومة ـ وزعيم المعارضة.. لماذا معارضة؟!
> الخطأ الأول الصغير هذا يصبح هو الداء كله.
> والسودان منذ عام 1953م يقاتل ـ يقاتل ـ دفاعاً ـ دفاعاً.
> والكتابات منذ الاستقلال في بحثها عن حل تصبح كلها سياسة ـ حتى القصة ـ تبحث عن الداء ـ ما هو.
(2)
ونحن/ حمارنا مع حمير الكتبة / نكتب ـ بحثاً عن التشخيص.
> وأيام كنا مع حسين خوجلي نكتب القصة ـ وفي القصة اثنان من عمال البناء يشتبكان في الطابق السابع ـ وينزلقان معاً.
> والأول يمينه تمسك بقضيب بارز من الحديد ـ يتعلق به ـ وشماله تمسك بقميص الآخر ـ ويتعلقان معاً.
> والقصة كنا نقول بها إن الصراع في السودان يجب أن يكون ـ هكذا.
عن الصراع (كيف) هو نكتب هذا..
> وعن (الجدال) السياسي كيف هو نكتب (أصابع الثعبان).
> وفيها ـ محاضر في جامعة الخرطوم يصاب فجأة بشيء يجعله ينظر الى كتب التاريخ – ويشير الى كل خطأ فيها وكأنه كان يعيش يومئذ.
> وعلماء العالم يجتمعون عنده.
> وحين يسأم يعود الى قريته.. وهناك يجد صديقه اسماعيل/ الذي كان ممتلئاً شباباً/ يبدو في التسعين الآن.
ـ قالوا إنه أصيب فجأة بإغماء ونصف شلل.
>.. واسماعيل يظل يجلس عند صديقه المحاضر صامتاً/ ما دام هناك آخرون/ فاذا انفردوا حدثه اسماعيل عن عوالم مذهلة رآها تحت الإغماء.
> والمحاضر حين يقول للناس إن اسماعيل قال وقال ـ ينظرون اليه في دهشة ليقولوا
: كيف (قال) ـ واسماعيل تحت الإغماء أسنانه تقضم نصف لسانه ـ والطبيب يبتر النصف الآخر.
> كنا: في القصة نقول إن هناك لغة ـ تصنعها النفوس حين تتقارب ـ تتجاوز لغة اللسان.
ـ نطلبها للسياسة.
> كان هذا أيام الحياة هادئة.
(3)
> الآن في أيام الهياج نحدث (في قاموس نبتكره) عن أن لغة العالم اليوم تصمم بحيث تصبح سلاحاً من أخطر الأسلحة ـ ضدك.
> لغة تجعلك (منوماً)
>تهز رأسك.. نعم .. نعم.. بينما أنت ترى بوجودك.. كله أن الأمر .. لا.. لا
> ومعنى كلمة (إرهاب) الآن.. ما هو عندك..
> وما هو عند العالم..
> وأنت توافق العالم
> وعقلك يوافق ضد عقلك..!
> ثم عقلك لا يكتفي بهذا بل يقول لك إن هذا هو الشيء (الطبيعي).
(4)
> عقلك يصمم بالأسلوب هذا.. سلاحاً ضدك.
> وتصميم للمشاعر ـ يحولها العالم الى سلاح ضدك
>.. وفي التاريخ ـ الخليفة المأمون يشتبك في حرب طاحنة مع أخيه الأمين
> والأمين يُهزم ويُقتل.
>ومن يحمل رأس الأمين المقطوع قال
: حين (ألقيت) رأس الأمين أمام المأموم رأيت وجهه يتغير ـ ثم يقول في سخط مكتوم
: هلا وضعته برفق ـ بدلاً من هذا
> الخليفة المأمون يقبل بقتل أخيه (أسلوباً في النزاع) ولكنه لا يقبل بإلقاء رأس أخيه وكأنه حذاء قديم.
> الرفض ـ رفض أي شيء.. والقبول ـ بينهما خيط رقيق.
> والعدو يجعلنا/ في الجدال السياسي/ نتجاوز الخيط هذا.
> قصص أخرى..
> والقصص نسوقها للمشاعر.
> والمشاعر نسوقها لأنها تصمم بحيث أنها ـ مثل عقلك ـ تصبح عدواً لك ـ تجعلك تخطئ في كل خطوة للمقاومة.
> ومندوبنا في الأمم المتحدة يقول أمس الأول: (السودان هو الوحيد الذي يباشر مجلس الأمن بشأنه خمسة مواضيع في وقت واحد).
> وثلاث عقوبات في أسبوع!!
> ومشاعرك تهتاج ـ يجعلك تنسى السؤال الحقيقي الذي ـ من دونه ـ لا شيء يصلح.
> السؤال يقول
: ولماذا لا يفعل العدو ما يفعل؟
(5)
> .. والسؤال هذا هو ما يبدأ العمل الآن
> وشيء في أسلوب الدولة الآن ـ يتبدل.
> وشيء في أسلوب الحركة الاسلامية يتبدل.
> وشيء في أسلوب جهات أخرى (لا نستطيع الاشارة اليها) يتبدل.
> الشيء الوحيد الذي لم يتبدل (حسب علمنا حتى الآن) هو أسلوب المغامرة.
> فالترابي عام (2003م) في كندا يحذره الناس من مؤامرة تدبر ضده وتصنع في مقهى (كلمنجارو) بحضور فلان وفلان.
> لكن الترابي يذهب ويصاب.
> والآن البشير يشعر بما عند العالم.
> ويغامر.. ويغامر..
> وحسبنا الله.
> ونفرز كلمات القاموس ـ
> ومعاني الكلمات الآن عند العالم .. وعندنا : بعدها نستطيع أن نصنع الخطوات الأولى للمقاومة.
> ولعلنا نقطع بعض الرؤوس لكننا سوف نضعها برفق. برفق شديد.
> وأمس الأسلوب الجديد يحرر (كلقو) جنوب النيل ويكسر ظهر التمرد ـ بداية.

‫5 تعليقات

  1. جزاك الله خير ايها الشيخ الحكيم – نستمتع باسلوبك – ونري سفهاء يعجزون عن استنباط معاني الاشارات التى تزين سطور مقالاتك وتضئ لمن يري ويعبرون عن عجزههم هجوماً علي شخصك الكريم وليس كل طايوق مخ

  2. كم من عالم قد سبه من لا يساوى قرزة فى نعله
    و البحر تعلو عليه جيف الفلا و الدر فى احشائه مطمور