شيء يتبدل

أستاذ عبود
اسمك يدل على أنك من مواليد أيام عبود ـ أيام المحاولات الساذجة لصناعة دولة.
> والخطأ يقتل.. ويقتل..
> والأسبوع هذا أحد المثقفين في محطة اذاعية يقول: من يرفع العلم زعيم الحكومة ـ وزعيم المعارضة.. لماذا معارضة؟!
> الخطأ الأول الصغير هذا يصبح هو الداء كله.
> والسودان منذ عام 1953م يقاتل ـ يقاتل ـ دفاعاً ـ دفاعاً.
> والكتابات منذ الاستقلال في بحثها عن حل تصبح كلها سياسة ـ حتى القصة ـ تبحث عن الداء ـ ما هو.
(2)
ونحن/ حمارنا مع حمير الكتبة / نكتب ـ بحثاً عن التشخيص.
> وأيام كنا مع حسين خوجلي نكتب القصة ـ وفي القصة اثنان من عمال البناء يشتبكان في الطابق السابع ـ وينزلقان معاً.
> والأول يمينه تمسك بقضيب بارز من الحديد ـ يتعلق به ـ وشماله تمسك بقميص الآخر ـ ويتعلقان معاً.
> والقصة كنا نقول بها إن الصراع في السودان يجب أن يكون ـ هكذا.
عن الصراع (كيف) هو نكتب هذا..
> وعن (الجدال) السياسي كيف هو نكتب (أصابع الثعبان).
> وفيها ـ محاضر في جامعة الخرطوم يصاب فجأة بشيء يجعله ينظر الى كتب التاريخ – ويشير الى كل خطأ فيها وكأنه كان يعيش يومئذ.
> وعلماء العالم يجتمعون عنده.
> وحين يسأم يعود الى قريته.. وهناك يجد صديقه اسماعيل/ الذي كان ممتلئاً شباباً/ يبدو في التسعين الآن.
ـ قالوا إنه أصيب فجأة بإغماء ونصف شلل.
>.. واسماعيل يظل يجلس عند صديقه المحاضر صامتاً/ ما دام هناك آخرون/ فاذا انفردوا حدثه اسماعيل عن عوالم مذهلة رآها تحت الإغماء.
> والمحاضر حين يقول للناس إن اسماعيل قال وقال ـ ينظرون اليه في دهشة ليقولوا
: كيف (قال) ـ واسماعيل تحت الإغماء أسنانه تقضم نصف لسانه ـ والطبيب يبتر النصف الآخر.
> كنا: في القصة نقول إن هناك لغة ـ تصنعها النفوس حين تتقارب ـ تتجاوز لغة اللسان.
ـ نطلبها للسياسة.
> كان هذا أيام الحياة هادئة.
(3)
> الآن في أيام الهياج نحدث (في قاموس نبتكره) عن أن لغة العالم اليوم تصمم بحيث تصبح سلاحاً من أخطر الأسلحة ـ ضدك.
> لغة تجعلك (منوماً)
>تهز رأسك.. نعم .. نعم.. بينما أنت ترى بوجودك.. كله أن الأمر .. لا.. لا
> ومعنى كلمة (إرهاب) الآن.. ما هو عندك..
> وما هو عند العالم..
> وأنت توافق العالم
> وعقلك يوافق ضد عقلك..!
> ثم عقلك لا يكتفي بهذا بل يقول لك إن هذا هو الشيء (الطبيعي).
(4)
> عقلك يصمم بالأسلوب هذا.. سلاحاً ضدك.
> وتصميم للمشاعر ـ يحولها العالم الى سلاح ضدك
>.. وفي التاريخ ـ الخليفة المأمون يشتبك في حرب طاحنة مع أخيه الأمين
> والأمين يُهزم ويُقتل.
>ومن يحمل رأس الأمين المقطوع قال
: حين (ألقيت) رأس الأمين أمام المأموم رأيت وجهه يتغير ـ ثم يقول في سخط مكتوم
: هلا وضعته برفق ـ بدلاً من هذا
> الخليفة المأمون يقبل بقتل أخيه (أسلوباً في النزاع) ولكنه لا يقبل بإلقاء رأس أخيه وكأنه حذاء قديم.
> الرفض ـ رفض أي شيء.. والقبول ـ بينهما خيط رقيق.
> والعدو يجعلنا/ في الجدال السياسي/ نتجاوز الخيط هذا.
> قصص أخرى..
> والقصص نسوقها للمشاعر.
> والمشاعر نسوقها لأنها تصمم بحيث أنها ـ مثل عقلك ـ تصبح عدواً لك ـ تجعلك تخطئ في كل خطوة للمقاومة.
> ومندوبنا في الأمم المتحدة يقول أمس الأول: (السودان هو الوحيد الذي يباشر مجلس الأمن بشأنه خمسة مواضيع في وقت واحد).
> وثلاث عقوبات في أسبوع!!
> ومشاعرك تهتاج ـ يجعلك تنسى السؤال الحقيقي الذي ـ من دونه ـ لا شيء يصلح.
> السؤال يقول
: ولماذا لا يفعل العدو ما يفعل؟
(5)
> .. والسؤال هذا هو ما يبدأ العمل الآن
> وشيء في أسلوب الدولة الآن ـ يتبدل.
> وشيء في أسلوب الحركة الاسلامية يتبدل.
> وشيء في أسلوب جهات أخرى (لا نستطيع الاشارة اليها) يتبدل.
> الشيء الوحيد الذي لم يتبدل (حسب علمنا حتى الآن) هو أسلوب المغامرة.
> فالترابي عام (2003م) في كندا يحذره الناس من مؤامرة تدبر ضده وتصنع في مقهى (كلمنجارو) بحضور فلان وفلان.
> لكن الترابي يذهب ويصاب.
> والآن البشير يشعر بما عند العالم.
> ويغامر.. ويغامر..
> وحسبنا الله.
> ونفرز كلمات القاموس ـ
> ومعاني الكلمات الآن عند العالم .. وعندنا : بعدها نستطيع أن نصنع الخطوات الأولى للمقاومة.
> ولعلنا نقطع بعض الرؤوس لكننا سوف نضعها برفق. برفق شديد.
> وأمس الأسلوب الجديد يحرر (كلقو) جنوب النيل ويكسر ظهر التمرد ـ بداية.

Exit mobile version