نزجي التحية لسندوتش الطعمية
طوال الطريق لم يفتح الله علي بفكرة مقال ..المخ ضرب ..الرأس قفل ..ترى ما هو الشئ الجديد؟؟ بعدت الشقة ؟ ام طال السفر؟؟ الوجوه هي نفسها التي التقيها كل يوم ..شارع الاسفلت هو..هو ..حتى الهواء الذي استنشقه اكاد احفظ عبيره …ترى ما الذي تغير لتشرد الاحرف ..وتهرب الأفكار؟؟ .. قلت للدكتورة مديرة المعمل… (خلاص يا دكتورة انا عايزة ارجع مكتبي فوق) ..قالت لي بابتسامة ذات مغزى (انت في مكتبك في شنو زيادة من هنا؟ الا كان بتمشي تاخدي ليك نومة فوق)..النصيحة لي الله ..الدقسة مرات بتحصل.. ..لكن تساؤلها هذا جعل لمبة عبقرينو تعمل ..فجأة عرفت لماذا توقف تدفق الأفكار؟ ..
انني افتقد وبشدة رائحة الطعمية .. مكتبي معلق بين السماء والأرض ..في الطابق الثالث ..اصعد السلالم ..باخر نفس ..اول شئ افعله بعد فتح الباب ..انني اسارع للنافذة وافتحها ..أملأ رئتي بالهواء (المضمخ) برائحة الطعمية المتصاعدة من الأسفل …تلك الرائحة الذكية تثبت لي بالدليل القاطع ان الأنف تشبع قبل البطن احيانا كثيرة ..تملؤني رائحة الطعمية بحماس للعمل والكتابة …ها انا أكتشف ان الطعمية هي السر..هي المحرك والديزل ..انظر الى الأسفل ..بائع الطعمية دائما محاط بمجموعة من البشر.. مختلف الاعمار والاشكال ..اطفال المدارس ..شباب المكاتب ..ارباب المعاشات ..يأكلها الغني والفقير ..هي في متناول يد الجميع ..واليوم اكتشفت ان رائحة قليها هي محركي الاول للكتابة…قرأت قديما ان مشكلة كبرى قد أثارها المثقفون الفسلطينيون ..وهم يشاهدون اسرائيل تعرض (الفلافل) كاحدى الأطعمة التراثية في جناحها باحد المعارض الدولية ..كانوا يتباكون على التراث الفلسطيني الذي سرقه اليهود ..اذكر انني قلت في ذلك الوقت (يعني بقت علي الطعمية ؟ ؟؟) ..لكني اليوم عرفت سرها الباتع
قبل اعوام خلت ..في نهاية دراستي ..كان علي اعداد افطار للمعهد الألماني الذي اكملت فيه العملي….اعددت سلطة أسود وطعمية ..وفول ..في نهاية الافطار اقتربت مني احدى الزميلات الالمانيات ..طلبت مني وصفة الطعمية ..شرعت في شرح الخطوات ..(تبلي الفول ..تفرميهو مع البصل والتوم ..تعجني مع الباكنج بودر ..وو) .. ..كانت تكتب بحماس في البداية ثم تراخت ..قالت لي بابتسامة دبلوماسية (لم اظن انها تستغرق وقتا طويلا في الاعداد ) ….امال ايه ؟ ..هي حبيبة الشعب التي لم (ترفع قزازها ) ..كما فعل رفيقها الفول الذي وصل طلبه الى العشرة جنيهات ..لايزال يمكنك ان تشتري طعمية بجنيه وعيش بنصف جنيه ..وتفطر اجمل فطور …وتسمع كمان من مسجل ادم سيد الدكان ..الكابلي يغني (حبك للناس خلاني احبك تاني ..فيك الاحساس ..نساني أعيش احزاني)
د. ناهد قرناص
لا تنسى الاخت الكريمة ان لطالما انت فى بلد زى السودان يفتقر الرقابة على اى شىء وانت بمثل هذه الحالة الهيستيرية متشدقة للطعمية مثلك مثل البيخرم للشاى من البنات الفى العمارات تتخيلى معاى شاى بلب وهناك صفوف كل واحد شايل التيرمس بتاعوا فضلا عن البيشربوا فى كبابى دليفرى الا يأتيك هاجس لماذا كل هذا هل هى ريحة الطعمية فعلا تجعلك تخرمى لشمها حتى ترد الروح لك وتكونى فى مود للعمل طيب لو اكلتيها وانت بتشميها اثناء الاكل كيف تكون حالتك يا بنت امشى اخدى ليك طعمية ووديها المعمل اكيد بها شىء من المخدر زي ستات الشاى الناس بقت ما مضمونة فى ظل الفقر التى سببته هذه الدولة الكل عايز يربح وبقوا يضيفو مواد تجعل المشترى يدمن حتى لا تصابى بالصداع عندما لم تجيديها اختى العزيزة وبدلا من تكتبى عن الطعمية اكتشفى ماهو سبب هذا الانتعاش وتكونى انغزتى الكثير الذى لا يعرف