خالد حسن كسلا : المحكمة الجنائية في الصحافة الأمريكية
> مؤخرا جدا تدخل الصحافة الأمريكية دائرة تناول موضوع مكاسب السودان في اتجاه تدمير مؤامرة المحكمة الجنائية الدولية التي لم تدخل في عضويتها حتى الآن الولايات المتحدة الأمريكية. > وأبرز الصحف الأمريكية مثل «واشنطن بوست» و«واشنطن تايمز» معلوم جدا أنها تعكس بتناولها لأي أحداث أو قضايا توجهات المؤسسات الرسمية بالادارة الأمريكية سواء عاجلا أو آجلا، حسب المخطط السياسي. > ومؤخرا تناولت هذه الصحف الأمريكية البارزة مشاركة الرئيس البشير في مراسم تنصيب الرئيس اليوغندي وما حدث فيها من انسحاب بعض ممثلي دول أوروبية و أمريكيين خارج مكان الاحتفال للتعبير عن الاحتجاج على مشاركة البشير. > طبعا ممثلو أوروبا قاموا بمجاملة الأمريكيين للحفاظ على شكل التعاون بين الدول الغربية، لكن الواقع هو غير هذه المجاملة. > فإذا كانت يوغندا وجنوب أفريقيا الدولتان الأضعف أمام واشنطن من أوروبا استضافتا البشير رغم أنهما عضوان بالمحكمة الجنائية. > الواقع هو أن أوروبا آثرت التحرر من التبعية لواشنطن في كل شأن، وقد أقلق واشنطن بحق التطور المطرد في علاقات السودان بالمنظومة الأوروبية. > ويكفي هذا طبعا أن يكون مؤشرا واضحا على تحرر أوروبي من التبعية لسياسة واشنطن الخبيثة كما هو معروف بالطبع تجاه السودان. > ولو كانت لواشنطن حسابات معينة في سياستها الخارجية تجاه السودان، فإن أوروبا حساباتها أهم وأشرف.. فهي تحتاج إلى التعاون مع السودان فيما يتعلق بقضايا تؤرقها، منها الهجرة غير الشرعية إليها خاصة بعد انهيار الدولة في ليبيا وتحولها إلى معبر سهل للمهاجرين غير الشرعيين. > فترى أوروبا أن التعاون والتواصل مع السودان في مثل قضية المهاجرين غير الشرعيين إليها أجدى من سياسة المقاطعة. > أما ممثلو أوروبا في تنصيب موسيفيني.. فهي مجاملة وقتية.. والمجاملات الوقتية كان يفعلها مبعوثو واشنطن إلى السودان، ثم حينما يعودون.. يعودون إلى ضلالهم القديم . > والصحافة الأمريكية الملوثة بالموجهات الصهيونية والاموال اليهودية لا تخدم الشعب الامريكي كله طبعا.. لأنه محكوم بالنظام الاقطاعي الحديث المحسّن بطلاء الرأسمالية. > شعب فيه طبقة نبلاء هي طبقة «الوايت الانجلوسكسون بروتستانت» والأخرى طبقة العبيد المكونة من بقية الشعب على مستويات مختلف.. فكيف ستكون صحافتها حرة محايدة.!؟ >وسوء حظ مشروع مؤامرة المحكمة الجنائية هو أن رهانها قد بات خاسرا تماما، ولا نقصد التحرك الطبيعي لرمز السيادة السودانية، فهذا يمكن أن يكون معززا لخسران الرهان. > نقصد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تراجعت مكانتها الدولية بصورة كبيرة وخاذلة لمشاريع التآمر الصهيونية. > وحتى الخبراء والمحللين الأمريكيين يشهدون على تراجع تأثير أمريكا على الاحداث في العالم، سواء التي صنعتها هي أو التي استغلتها بعد ظهورها . > يضاف إلى هذا التطور المقلق لأهل المشروع الصهيوني في المنطقة خشية واشنطن من اصطفاف أفريقي تقوده يوغندا رغم أنها من صديقات واشنطن بحكم ضعفها، لكن شوكة أفريقيا التي تنمو قوتها وهي الاتحاد الافريقي تثير شهية يوغندا لتتخذ لها موقعا متقدما في القارة. >فحتى صمود السودان تجاه المحكمة الجنائية قد أثر على موقف يوغندا من السودان نفسه، وأصبح هذا الصمود في المخيلة الأمريكية مصدر تعزيز لتوحد الأفارقة. > وسلوك واشنطن لصالح جهات معينة على حساب مستقبل أجيال أفريقيا هو من سياساتها التي من شأنها أن تدفع أعضاء المحكمة الجنائية من دول القارة أن تقوم بانسحاب جماعي من عضوية المحكمة الجنائية.. الأمر الذي سيشكل صدمة قوية لواشنطن.. ومن ورائها من تدعم اعتداءاتهم على السودان سواء أكانوا حركات متمردة أو يهود. > وهذا غريب وعجيب جدا.. فأمريكا ليست عضوا في المحكمة الجنائية ومع ذلك تتخذها ضمن الادوات التي توظفها للضغط على الدول التي تعتبرها مارقة. غدا نلتقي بإذن الله..