منوعات

انطباعات مدفوعة الثمن تخدع المرضى.. مشاهير يروّجون علاجات صحية على مواقع التواصل

عندما يتجاوز نشاط المشاهير التجاري على مواقع التواصل الاجتماعي الترويج لمطاعم أو فنادق أو متاجر أو صالونات تجميلية، ويصل إلى الترويج لخدمات طبية وأدوية وتشجيع آلاف المتابعين على تجربة علاجات صحية في عيادات ومراكز طبية معينة، فإن دق ناقوس الخطر أقل ما يجب فعله، تجنباً لمزيد من الأخطاء الطبية وخداع المرضى، وجعلهم ضحايا أطباء يسعون إلى الشهرة والانتشار، وشخصيات تستغل قدرتها على التأثير لتحقيق مصالح شخصية تتمثل في كسب مادي أو هدايا قيمة أو خدمات مجانية، حيث إن بعض المشاهير يمنح صفة «الطبيب» لخبيرات التجميل أو خبراء التدليك و«المساج» عبر مقاطع فيديو على «سناب شات» أو «انستغرام»، أما بعض الأطباء فتوثق كاميرا هاتفهم الذكي مراحل الرعاية الصحية في غرف العلاج برضا بعض المرضى، ما يثير في الذهن كثيراً من التساؤلات حول الخصوصية التي تعد من الأخلاقيات الطبية ولا يجوز التهاون بشأنها.

قوانين داعمة

تتنافس غالبية العيادات والمراكز الطبية على استقطاب المشاهير للترويج لخدماتها، بل إن شريحة كبيرة منها تطلق خدمات طبية معينة تحمل أسماء هؤلاء المشاهير، بأسعار باهظة، أملاً في جذب المرضى، وإيهامهم بالجودة وضمان النتائج، ولكن يبدو أن مجمع «لايف لونج» الطبي، الذي يعد من الوجهات الطبية الحديثة في دبي التي تقدم الشقين العلاجي والتجميلي، قرر بناء شهرته بعيداً عن المشاهير، وقال عبدالله خليفة بالعبيدة، رجل أعمال ومؤسس مجمع «لايف لونج» الطبي: الانطلاق بمشروع طبي في القطاع الخاص، بحيث يعتمد على أطباء مواطنين إلى جانب الأطباء العرب، بتكلفة تتجاوز 4 ملايين درهم، كان تحدياً كبيراً، حيث إن غالبية القوانين الطبية الموجودة لا تدعم وجود الطبيب الإماراتي في القطاع الخاص.

انطباعات مزيفة

وأضاف: يبحث المرضى عن جودة الخدمات لا عن آراء المشاهير حول علاج معين، لأنهم باتوا يعرفون أن تلك الانطباعات مزيفة ومدفوعة الثمن، وانطلاقاً من ذلك فإننا حرصنا منذ انطلاقنا قبل عامين على التعامل بمصداقية مع المرضى واستقطاب أطباء يحرصون على تطوير أنفسهم، إضافة إلى الحفاظ على الأمانة الطبية لكيلا نزيد أعباء المرضى المادية والصحية.

تواصل عصري

أما د. منال المنصوري، المدير الطبي -اختصاصي ليزر، فقالت: فهم عقلية المرضى والاهتمام الفعلي بهم عبر متابعة حالتهم الصحية بعد العلاج وهم في منازلهم من الأمور التي عززت نجاح مجمع «لايف لونج» الطبي، لاسيما وإننا لا نعتمد على الاتصالات الهاتفية فقط، بل إن هناك «غروبات» على «الواتس أب» تتيح للمرضى التواصل مع الأطباء بالصوت والصورة ومقاطع الفيديو لأخذ استشارات مجانية ومتابعات سريعة.

مهنة إنسانية

وبسؤالها عما إذا كانت وسائل التواصل الحديثة مع المرضى قد تحرم العيادة من تحقيق كسب مادي أكبر عبر الزيارات المتكررة للمرضى، قالت: الطب مهنة إنسانية نبيلة بالدرجة الأولى، واستنزاف جيوب المرضى ليس من أخلاقيات الطبيب، وبالنسبة لنا في مجمع «لايف لونج» الطبي، فإن مدة الاستشارة الطبية تتراوح بين 20-30 دقيقة، على عكس كثير من العيادات التي يدفع فيها المريض مبالغ مالية باهظة لاستشارة الطبيب في مدة أقصاها 5 دقائق وربما أقل.

تجارة مقنعة

وحول إصرارها على عدم الاستعانة بمشاهير لتحقيق انتشار أوسع، قالت المنصوري: أرفض ما يسميه البعض بـ «المصالح المتبادلة» بين الأطباء والمشاهير، وأعدها تجارة مقنعة، كما إن مجرد نشر صور المرضى سواء المشاهير أو غيرهم على مواقع التواصل بهدف الترويج، يعد تجاوزاً للسرية والخصوصية الطبية، وعلى الأطباء الافتخار بالمرضى الذين يقصدونهم بناء على نتيجة رائعة لمسوها في مرضى آخرين، وليس الصعود على أكتاف مشاهير تم الدفع لهم مسبقاً وتبني علاجهم بالمجان. w

مواقف

تحدثت د. منال المنصوري عن بعض المواقف المستفزة، وقالت: يمتنع بعض المشاهير عن دفع تكلفة العلاجات التي يحصلون عليها، بحجة أنهم سيقومون بالترويج لها، علماً أنهم لم يتلقوا دعوة لتجربتها ولم يُطلب منهم الترويج لها.