عز الكلام.. كر علينا نوابنا بيتسلوا بينا!!
لن نمنح النائب البرلماني الذي لخّص حالة برلمانيي الشعب بأنهم يجلسون تحت قبة البرلمان (للتسلية) لن نمنحه لقب (الهيرو) في برلمان حصاده (زيرو) لأن الرجل هو واحد من المشاركين في هذه المسرحية الهزلية التي ما عادت تجذب لها مشاهدين لأنها مسرحية بايخة وتفاصيلها مكشوفة، وإن كنت قد توقفت كثيراً عند وصف (التسلية) الذي استخدمه النائب المحترم ولم أصل إلى شرح حقيقي، فهل النواب الكرام بيتسلوا مثلاً بالألعاب على هواتفهم الذكية (ومهودين) في عالم ثانٍ وفي ذلك مطنشين ما يقدمه المسؤولون والوزراء من إفادات ولا يملكون بذلك مفاتيح للمساءلة والمحاسبة والمراجعة، أم أنهم (ويا سنة سوداء) بيتسلوا بمشاكل الإنسان السوداني نفسه ويعتبرون معاناته مصدراً من مصادر التسلية كحال من يجد لذة أو نشوة في القتل أو ممارسة التعذيب، هذا ببساطة شديدة حديث شاهد من أهلهم، قاله هو ولم نقله، أفاد وفضح ولم نبهت أحداً أو نحمله ما لا طاقة له به، وطبعاً في الجانب الثاني ثار بعض البرلمانيين على حديث زميلهم ووصفوه بأنه غير صحيح، وهذا شيء طبيعي ومتوقع من بعض الذين لا يعترفون بالخطأ حتى لو كانت السكينة في يدهم لا تزال تقطر دماً، وكدي خلوني من كلام هذا وذاك ولنفرش على أرض الواقع أداء البرلمان السوداني في مواجهة الأزمات التي تصيب كل صباح المواطن السوداني، ماذا فعل البرلمان تجاه أزمتي المياه والكهرباء وأزمة الوقود التي طالت البلاد أمس أي طلب مسألة مستعجلة قدمه أحد النواب ليمثل المسؤولين عن هذه الأزمات أمام نواب الشعب لإيجاد أسباب منطقية لها وحلول عاجلة تضع حداً للمعاناة، ياتو وزير هدد مجرد تهديد بسحب الثقة عنه لأن وزارته تمارس الفشل والإخفاق، نعم يا سادة يا كرام واضح جداً أنكم تتسلون بمعاناة البني آدم السوداني وتتخلون عن أبسط حقوقه، عليكم أن تكونوا صوته ولسانه ويده التي تضرب من حديد، الناس دي ما أدتكم أصواتها عشان تطالبوا بالعربات المقسطة ولا بالمخصصات المجهبذة، الغبش منحوكم أصواتهم لتكونوا واجهتهم في المركز وواجهتهم معناها أن تعكسوا الواقع الذي يعيشونه لتكونوا المرآة المصقولة من غير زيف ولا مؤثرات ضوئية لمشاكله وقضاياه المهمة والعاجلة.
في كل الأحوال حديث النائب الصريح لم يضف جديداً في المعنى، وإن كان قد أضاف مفردة مستفزة لمفردات ظلت حصرية على نواب البرلمان وهم تارة نوام البرلمان وأخرى نواب الحكومة وثالثة المصفقاتية إلخ.. من الأوصاف لكن تتسلوا دي جديدة لنج!! أها لقيتونا كيف “ليدو” ولا “السلم والثعبان”.
{ كلمة عزيزة
على حسب ما جاء في بعض الصحف من بعض المصادر الموثوقة في وزارة النفط أن أزمة البنزين بمحطات الخدمة مردها إلى زيادة الاستهلاك والطلب خلال ثلاثة الأيام الماضية وبصراحة هذا الحديث هو العذر الأقبح من الذنب، إذ ما الذي (جد على المخدة) والبلاد لم تفتح حدودها في الـ(72) ساعة لاستقبال أساطيل العربات الجديدة عشان نقول في ضغط على الاستهلاك، ومؤكد أن البنزين ليس بليلة ولا بلح أو سكر يخزنان في الشهر الكريم تحوطاً من الندرة ما يحدث بالتأكيد ناتج لتخبط في السياسات التي هي من صميم عمل الوزارة أو تخبط في ضبط مخزون الوقود في البلاد، لكن لا أحد يعترف بالسبب الحقيقي لأن الأسباب الحقيقية في هذا البلد لو أنها وجدت رد الفعل بقدرها لأطيح بكراسي ولذهبت إلى منازلها عمم وكرفتات، لكن لا أحد يسأل ولا أحد يحاسب واستوت الحقيقة بغيرها.
{ كلمة أعز
في حوار للزميلة (السوداني) قال مدير الهيئة القومية للمياه إن أزمة المياه في الأحياء في طريقها للحل ولم يحدد لذلك موعداً وهو أمر غريب طالما أن الإصلاح للشبكات والخطوط يتم ببرمجة وإستراتيجية تجعله قادراً على معرفة تاريخ البداية وتاريخ النهاية، لكن كما العادة الرجل يمنحنا الخيارات المفتوحة بطريقة الله كريم ويا مطيرة صبي لينا.
أم وضاح: صحيفة المجهر السياسي