طه سليمان في رمضان
كثير ما وجهت نقدا لاذعا للفنان الشاب طه سليمان وكثيرا ما قلت أنه أحيانا يهدر وقته وجهده وماله في أعمال ليست بذات قيمة ، وضربت الكثير من الأمثال في ذلك ، وفي كل مرة كنت أؤكد أن طه فنان متعدد المواهب ،مسكون بالإبداع ولكنه يحتاج إلي بوصلة تحدد له الطريق الصحيح وعندها سيكون من كبار النجوم وأميرا علي كل الفنانين من أبناء جيله وما قبل جيله ، وقائدا للشباب الذين نصبوه عليهم ملكا يسيرون من خلفه من مسرح إلي مسرح يرددون أغنياته ويتحلقون حول شاشات الفضائيات عند إطلالته يكحلون عيونهم بطلته التي تحمل الإبداع والإمتاع.
ما أعجبني في طه وزاد من إحترامي له هو تقبله لكل ما كتبناه من نقد لبعض تجاربه بصدر رحب ووقابل ذلك بفهم الفنان الذي يميز بين النقد و(النقود)،لذلك ليس غريبا أن يحقق كل هذا النجاح مقدما لبرنامج (استديو 5) وبطلا لمسلسل (وتر حساس) مظهرا مواهب ومقدرات هائلة في التمثيل وبدا وكأنه ممثل عركته السنين في مجال الدراما ولن نبالغ إن قلنا أن (وتر حساس) أنعش الدراما السودانية وأعاد لها المشاهد من جديد وفي هذا لابد من أن نشكر المخرج الشاب المبدع أبوبكر الشيخ الذي قدم هذا العمل الراقي والذي قبل التحدي وأكتشف لنا موهبة أخري تسكن دواخل طه وموهبة أخري تسكن دواخل المذيعة إسراء سليمان التي أجادت دورها في المسلسل تماما.
أما طه في مجال التقديم التلفزيوني فقد إجتاز وبإقتدار الإمتحان وتميز بعفوية يفتقدها كثير من مقدمي ومقدمات البرامج عندنا ، لذلك نجح البرنامج وأصبح حديث المتابعين والصحافة ، ويكفي ما وجده من إهتمام الجمهور والصحافة.
اقول للأخ طه ما قلته مرات ومرات ، إنه فنان حقيقي ، صاحب جمهور كبير وأن هذا الجمهور يري فيه القدوة فيتأثر به وبما يصدره من أقوال وأفعال ومظهر وما يقدم من أعمال فنية، لذلك عليه أن يكون قدوة حسنة في كل شئ ،وعلي زملاء طه أن يتعلموا من تجربته أن الفنان الحقيقي لا يضع المال نصب عينيه ولا ينظر للفن بمنظار الربح والخسارة ، ولكن الفنان الذي يجتهد ويضع نصب أعينه نجاح ما يقدمه من عمل حتي وإن صرف عليه من جيبه مثل ما فعل طه في المسلسل الذي تجازوت كلفته المليار ، تحمل هو فيها الجزء الأكبر.
خلاصة الشوف
إستطاعت عفراء فتح الرحمن بما تتمتع به من ذكاء إعلامي أن تسدد ضربة فنية قاضية لكل سهرات وبرامج المنوعات بقناة الشروق عبر برنامجها (إكتمال القمر) بذات القناة ، بإختيارها لضيوف سهراتها بفن ودراية وقامت بتصوير السهرات بعيدا عن الضوضاء والمؤتمرات الصحافية ، فقدمت فكرة جديدة بنجاح متوقع لأنها من قلة تمتلك مفاتيح محاورة الضيوف ،ولأنها من قبيلة المبدعين والمبدعات في بلادي