المصاحف في رمضان .. إقبال كبير وأسعار مرتفعة .. تلاوة وتهجد
لأن الاستعداد لرمضان لا ينحصر في المستوى المادي فقط، بل ويتجاوزه إلى الثراء الروحي، وهذا الشهر لا يكتمل بدون تلاوة القرآن، والعبادة، ولذلك فإن المصاحف تعد من مسلتزمات الشهر الكريم الضرورية، التي تظهر أهميتها ويتهافت عليها الناس لشراء أكبر كمية منها. والتحدي الذي يواجه الصائمين هذا العام هو ارتفاع أسعارها وقد كانت في السابق توزع مجاناً على المساجد ودور العبادة، أما حالياً أصبحت تباع وتشترى بجانب أن أسعارها تختلف من مكتبة إلى أخرى عكس السابق التي كانت غير تجارية، المواطنون الذين يزورون المكتبات للشراء تظهر على ملامحهم الدهشة جراء ارتفاع الأسعار.
(اليوم التالي) نظمت جولة في بعض المكتبات الإسلامية لمعرفة أسعار المصاحف التي تعد من أعظم الأشياء في رمضان ومن أكثرها استخداماً، نسبة إلى أن معظم الناس في فترة رمضان يلجأون إلى حفظ وترتيل القرآن من المصاحف. ويقول دفع الله أحمد فضل المولى من مكتبة النور الإسلامية لبيع المصاحف بالسوق العربي: إن الإقبال على المصاحف بدأ قبل قدوم شهر رمضان بأسبوع، وهذه الفترة تعد من أكثر الفترات التي ترتفع فيها نسبة الشراء. وأشار إلى أن شراء المصاحف لا يقتصر على فئة معينة، ولكن الرجال هم أكثر إقبالاً.
استيراد من الخارج
وأضاف دفع الله: “نستورد هذه المصاحف من القاهرة، وهنالك أخرى تأتي وقفاً من منظمات وهذه المصاحف (سعودية)، ودائما ما نجد يكتب على الغلاف الداخلي (وقف) لله تعالى حيث لا يهدى ولايباع أو لا يجوز بيعه، ويكتب عليه في بعض الأحيان أيضاً هدية من خادم الحرمين الشريفين أو على روح شخص آخر، ومثل هذه المصاحف نجد أنها لا تباع، والذي يبيعها يعد (سارقاً) نسبة لأنها مدفوعة القيمة، ونجدها عند منظمات توزعها بالمجان، لكن المصاحف التي يكتب عليها جهة دار النشر هذه تعد مصاحف تجارية تأتي مستوردة.
أسعار وأحجام متفاوتة
وعن الأسعار كشف دفع الله عن أن “المصاحف تختلف من حيث الأسعار ومن حيث الأنواع، ويبلغ سعر المصحف الجيب الصغير ستة جنيهات والذي يليه حجماً (12) جنيهاً، وما تسمى بمصاحف المساجد في السوق (25) جنيهاً، والجوامعي الكبير يبلغ سعره (50) جنيهاً كما يبلغ سعر مصحف التهجد والقيام نحو (100) جنيه بينما يبلغ سعر المصحف المجزأ الكبير (50) جنيهاً، والمجزأ الصغير يبلغ سعره نحو (20) جنيهاً، وتعد الأخيرة هي أكثر المصاحف التي يقبل عليها الناس في رمضان”.
خيارات عديدة
وفي السياق، يقول أبوبكر سليمان – صاحب مكتبة لبيع المصاحف: “بخلاف شهر مضان كان في السابق الإقبال على المصحف كثيراً جداً والآن أصبحت نسبة الإقبال ضعيفة، ويعتقد أن ضعف الإقبال ليس له علاقة بارتفاع الأسعار”. وأضاف: “هناك بعض المصاحف تطبع من جامعة أفريقيا وهذا النوع من المصاحف يباع (أوقاف) أي مجان”. وأشار إلى أن هناك نوعين للمصاحف النوع الأول من الورق الأصفر والنوع الثاني من الورق الأبيض. وأردف: “النوع الأول يباع الربع منه بسعر (25) جنيهاً، والثاني (23) جنيهاً، والثالث يبلغ سعره (80) جنيهاً والآخر (70) جنيهاً، أما الأجزاء فيوجد نوعان حجم صغير وآخر كبير، الصغير أيضا نوعان الأول يبلغ سعره (35) جنيهاً والثاني (40) جنيهاً، أما الحجم الكبير أيضا نوعان أحدهما يسمى مصحف شنطة ويبغ سعره (100) جنيه والآخر يسمى مصحف كرتونة ويتراوح سعره مابين (70 – 75) جنيهاً”.
شهر الكرم
يواصل أبوبكر حديثه قائلاً: “نحن في المكتبة نعمل على إحداث تخفيضات كبيرة في الأسعار خصوصاً في شهر رمضان، حيث تصل إلى 20% عكس الأسواق، لأننا لا ننظر إلى بيع المصاحف من ناحية تجارية، وإنما من ناحية دينية، كما نبحث عن الأجر في المقام الأول، والدليل على ذلك إن جاء شخص وهو لا يملك ثمن المصحف فإنني لا أرده بل أمنحه إياه وأنا مبتسم، ولهذا السبب نضع أسعاراً تبلغ نصف الأسعار الموجودة بالأسواق”.
الخرطوم – طيبة سر الله
صحيفة اليوم التالي