لحن نشاذ لـ (وتر عربي)
حتى اللحظة لم نستكشف بعد ماذا تريد أن تقول المذيعة سلمى سيد عبر سهرتها (وتر عربي)، أو ما هي الرسالة التي تريد أن تصل بها قناة الشروق إلى المشاهدين، لأن ما وضح هي سهرة لا تخرج من كونها برنامج عادي من برامج (الونسة) التي تملأ شاشات فضائياتنا، وليس صحيحاً كما قالوا لنا، إن (وتر عربي) سيمثل جسراً تصل من خلاله الأغنية السودانية إلى وجدان المشاهد العربي، بل العكس هو الصحيح، لأن البرنامج تحول إلى جسر للأغنية المصرية لتصل به إلى مشاهدي القناة، وأن ضيوف السهرة من الفنانين المصريين هم الرابح الأول من هذه السهرة التي أتاحت لهم فرصة ظهور على جمهور جديد من المشاهدين، هذا غير ما أضافته لرصيدهم البنكي من (الدولار).
حقيقة لا أدري لماذا تسقط قناة الشروق في كل عام في إمتحان برامج رمضان، ولماذا لا تتعلم من تجارب سابقة لها في أعوام مضت من الشهر الفضيل، ولماذا تهدر الأموال الطائلة في برامج كان يمكن إنتاجها على حساب القناة وتصويرها في استديوهاتها الخاصة وإخراجها بأفضل مما كان، بدلاً عن (موضة) السفر في الخارج والتصوير في القاهرة ودبي، واستضافة ضيوف لا يضيفون شيئاً، لا للبرنامج ولا للقناة، ناهيكم عن المشاهد.
قناة الشروق الفضائية، حقيقة تستحق وقفة صادقة مع برامجها، ومدارسة ومراجعة ما سبق وإن قدمته من برامج لتري مكامن النجاح وأوجه القصور، حتى تستفيد منها في مقبل الأيام، لأن مقياس نجاح البرامج هو ما تقدمه من أفكار وما تحمله من رسالة ثم الإختيار السليم لمن يقدمها للمشاهد، لأنه إن كانت البرامج تقاس بمقدار ما يصرف عليها من أموال لكانت الشروق هي الأولى على كل قنوات السودان.
كما نتمنى من الأخ مدير القناة أن يضع تجارب قنوات أخرى نصب عينيه، ليستفيد منها وليعلم كيف تنتج البرامج بأقل تكلفة ومع ذلك تحقق من النجاح ما تحقق، وهنا نذكر له ونقارن بين برنامج (أمنا حواء) مثلاً وبرنامج قناته (وتر عربي)، سيجد حينها أن (أمنا حواء) هو الأكثر مشاهدة ونجاحاً رغم قلة تكلفة إنتاجه، لأنه حمل فكرة جديدة ورسالة واضحة، ولأن تصويره تم في استديوهات خرطومية محلية بعيداً عن الضوضاء و(التوم والشمار) التي سبقت (وتر عربي)، وغير (أمنا حواء) برامج أخرى يمكن أن تكون مثالاً تستفيد منه الشروق التي نتمناها بحق وحقيقة (شمس السودان التي لا تغيب).
خلاصة الشوف:
تحدثت قبل عدة أيام عن برنامج (كل الود والتقدير) الذي في رأيي هو زينة برامج رمضان في كل قنوات السودان، لما يحمله من معاني الشهر الكريم، لكن فات عليّ أن البرنامج هذا الموسم أصبح تحت وصاية شركة منتجة، بعد أن كان من إنتاج الشروق، وهذا فتح علينا طاقة من الاستفهامات نقدمها في حينها.