لماذا لاتخيبوا ظنّ (إنصاف مدني).؟
نصبّ الكثيرون المشانق خلال اليومين الماضيين للفنانة انصاف مدني بعد التصريحات التي ادلت بها لبرنامج (استديو 5)، والتى قالت خلالها بأن نفوس اغلب المنتمين للوسط الفني (غير نظيفة)، الى جانب حديثها عن عدم وقوف الفنانين مع بعضهم البعض في اوقات المحن والمصائب، مؤكدة ان (الحسد) صار اليوم هو المكون الرئيسي لدواخل معظم المطربات.
شخصياً، لااعتقد ان ماذكرته انصاف مدني-خلال تلك الحلقة- يتطلب كل تلك الشتائم التى طالت الفنانة، ولااظن ان ماقالت-وفق تجربتها الشخصية- يبيح للآخرين إنتهاج تلك (القسوة المفرطة) في الرد عليها، فهي صاحبة تجربة، ولها الحق في ان تقيم نتائج تجربتها تلك بالصورة التي تتوافق مع حيثياتها، حتى وان لامس تقييمها ذاك (اوتاراً حساسة) للكثير من اهل الوسط الفني.
انصاف مدني عاشت خلال الفترة الماضية اسوأ ايام حياتها على الاطلاق، ووجدت نفسها فجأة تتحول من نجمة يطاردها المعجبين، الى هاربة من السجن تطاردها اوامر القاء القبض عليها، وذلك بعد قضية الشيكات التى اصابت جماهيريتها في مقتل، بينما وجدت جحوداً لايوصف من بعض رفقائها ورفيقاتها داخل الوسط الفني، والذين اغلق معظمهم ابواب المساعدة في وجهها، مكتفين بإبداء الحسرة في المجالس، وسكب (دموع التماسيح) على مااصابها من ضُر.
صدقوني، كنت اكثر الناس حزناً بعد علمي بالمصيبة التى تعرضت لها انصاف، لأنني اعلم جيداً طيبة ونظافة معدن تلك الفنانة والتى كانت كثيراً ماتتصل بنا-قبيل محنتها- لتسهم في علاج بعض الحالات نقوم بعرضها على الصحيفة، قبل ان تطلب مني عدم ذكر اسمها على الاطلاق، مضيفة بأن ماتقوم به هو عمل لوجه الله لاتتطلب منه جزاء ولا شكوراً، بعكس الكثير من رفقاءها الفنانين والذين لو تبرع واحد منهم بـ(جنيه) لنشرها على جميع (قروبات الواتس آب).
المحنة التى تعرضت لها انصاف مدني كانت كفيلة بأن تقضي على (اقوى الرجال شكيمة)، لكنها استطاعت وبعزيمة تحسد عليها مقاومة تلك المحنة، وظلت حريصة على التواصل مع جمهورها برغم الحصار المضروب عليها، بل وذهبت لابعد من ذلك وهي تتحدى كل الظروف وتوافق على الظهور في برنامج رمضاني عال المشاهدة لتقول الحق، في زمان يهرب فيه من الحق كل الناس ويختارون (الزيف) و(الكذب).
اعزائي الفنانين، قبل ان تلوموا انصاف مدني على (صراحتها)، لوموا انفسكم على تقصيركم في دعم ومساندة ابناء مهنتكم والوقوف الى جانبهم وقت الازمات-ودونكم الكثير من النماذج لفنانين عانوا ماعانوا من ويلات القهر والمرض دون ان يشعر بهم احد- وقبل ان تلوموا انصاف مدني على (اوصافها) التى ذكرتها، حاولوا ان تبحثوا قليلاً داخل كيان الوسط الفني، وقارنوا مابينه وبين الكيان القديم، وستجدون ان الكثير من البقع السوداء قد علقت بملابسه الناصعة البياض، واخيراً، قبل ان تنصبوا المشانق لانصاف لماذا لاتخيبوا ظنها ذاك وتعلنون وقفتكم خلفها لحين انفراج ازمتها وعودتها من جديد لجمهورها..؟
جدعة:
اكثر ماآلمني في موضوع تصريحات انصاف مدني، كان الرد الذى بعث به الفنان كمال ترباس وهو يطالبها بالاعتذار للفنانين عن ماقالت، وتلك من غرائب وعجائب هذا الزمان.!..فترباس الذى تخصصّ في (شتيمة) زملاءه الفنانين اصبح الان وبقدرة قادر (ملاكاً) ينثر الطيبة والخير بين الناس…عجبي.!!!
شربكة أخيرة:
عزيزتي انصاف مدني…(الله في).