كمال عوض : عـــبيـــر «الزهـــرة الجديـــدة»
> «أديس أبابا» أو «الزهرة الجديدة» كما يطلق عليها أهلها، عروس تتزيأ بأبهى الحلي والحلل لاستقبال زائريها، وتمارس الإبهار والدهشة في مقاهيها ومتاحفها، تستمد عزتها وشموخها من تاريخ تليد عاصر الحقب والتحولات الكبيرة التي شهدها العالم. فكانت خياراً استراتيجياً لمعظم المستثمرين ورجال الأعمال من دول الجوار، ومركزاً حيوياً للتجارة إلى جانب المعالم السياحية والطقس البديع والخضرة المنبسطة على امتداد البصر. > قفزت إثيوبيا قفزات كبيرة في مجال البنى التحتية والمعمار، وأنشئت الطرق والكباري داخل أديس أبابا بمواصفات عالمية، بينما تلاحظ حركة معمارية كبيرة في معظم الشوارع والأحياء السكنية.. وتتميز أديس بسهولة الحركة في الشوارع والكباري والممرات والأسواق، وذلك بفضل التصميم الهندسي الجديد للعاصمة، واتساع الشوارع الرئيسة والفرعية لتسهيل حركة المرور، بجانب محطة المترو التي سهلت كثيراً على المواطنين والزوار والسياح. > سوق «ميركاتو» هو أكبر سوق في إثيوبيا تأسس عام 1900م، وتباع فيه الفواكه والبهارات والإلكترونيات والحبوب والتوابل والملابس والأواني، والمشغولات الحديدية. ويضم السوق بين جنباته، مقار العديد من الشركات والبنوك. ويشهد حركة دؤوبة دائمة، حيث لا يغلق أبوابه حتى في العطلات الرسمية، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة، وقربه من كثير من مواقف المواصلات ومحطة المترو. > يقع مطار «بولي» الدولي شرق العاصمة أديس أبابا، وهو من أفضل المطارات في إفريقيا، ويخضع فيه المسافرون أو القادمون إلى تفتيش دقيق وإجراءات أمنية صارمة عادة ما تثير التذمر والاحتجاجات. إلا أن موظفي المطار ورجال الأمن يمتصون غضب المسافرين بقولهم إن تلك الإجراءات لأجل سلامتهم وسلامة البلد. مطار «بولي» أنشئ ليضاهي المطارات العالمية، وتنشط فيه حركة الطيران بصورة كبيرة إلى مختلف أنحاء العالم، إضافة لتزويده بأحدث وسائل التكنولوجيا. > نفذت الحكومة الإثيوبية مشروع الإسكان الشعبي، لتواكب منازل المواطنين التنمية الجديدة التي انتظمت المدن المختلفة وخاصة أديس أبابا، واستبدلت الحكومة بيوت الصفيح ببنايات شاهقة، وحولت السكن إلى نظام الشقق بتسهيلات كبيرة وأقساط مريحة، ليضفي على المدينة مسحة جمالية جعلتها أكثر جذباً ونظافة. > كعادة السودانيين في بلاد المهجر، فإنهم يصنعون وطناً مصغراً يتجمعون فيه، ويتناولون همومهم ومشكلاتهم، ويبثون أشواقهم وحنينهم للوطن الغالي. وفي أديس اختار السودانيون المطعم السوداني ليكون ملتقاهم.. ويتميز المطعم بتقديمه الوجبات السودانية الشهية، وفيه تداعب رائحة البن والشاي الذكية أنوف الرواد، ويُصنع الشاي والقهوة بوصفة سحرية يبرع الإثيوبيون في صناعتها.. هذا إلى جانب تزيين جدرانه بالصور والرسومات التي تعكس التراث السوداني الأصيل، ويتوسط سقف المطعم علم السودان بألوانه الزاهية ورمزيته السامقة في دواخل أبناء الوطن. > إبان زيارتنا، كانت هناك مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين منتخبي السودان وإثيوبيا ضمن فعاليات بطولة سيكافا. وكانت المباراة احتفالية عكست روح التسامح وحب وتقدير الشعب الإثيوبي للشعب السوداني، وامتزجت أعلام السودان وإثيوبيا في مشهد رائع داخل الأستاد.. وانتهت المباراة بخسارة منتخبنا الوطني بركلات الترجيح.. وعند عودتنا إلى المطعم السوداني، تلقينا عبارات المواساة من الإخوة الإثيوبيين العاملين في المطعم، وحظي الزميلان مجذوب حميدة وسامر العمرابي بالنصيب الأكبر من كلمة «هاردلكم». > استقبلنا الإخوة في سفارة السودان بحفاوة بالغة، وأسهموا كثيراً في تسهيل حركة الوفد. وتصدى الأخ السماني لتعريفنا بكل شبر في أديس أبابا، وطوف بنا على المناطق السياحية والمساجد والأسواق دون كلل أو ملل، بتنسيق تام مع رئيس الوفد الأخ وليد وبقية معاونيه.. وسجل الوفد الصحفي زيارة خاطفة لمقر السفارة في قلب العاصمة، ويمتد المبنى في مساحة كبيرة عكست هيبة السودان ومكانته.