نجل الدين ادم : لم تقطعون التواصل مع الرموز
في شهر رمضان من كل عام كان مجلس الوزراء يطل علينا ببرنامج تواصل، حيث يقوم رئيس الجمهورية أو نوابه أو مساعدوه بزيارة نادرة لبعض شخصيات المجتمع المختلفة ولعب أدوار بارزة، وقدمت من موقعها إسهامات وطنية راسخة في أذهان الناس، وبالفعل نجح البرنامج في تحقيق أهدافه.
أهمية هذه الزيارات السنوية أنها تعيد الروح في هذه القيادات خاصة التي اعتكفت بسبب عامل السن أو الظروف الصحية أو غيره، والزيارات فيها مبدأ الوفاء لأهل العطاء. وكلنا يذكر سلسلة الزيارات التي تمت لمثل هؤلاء في منازلهم، فهي بجانب أنها تحمل جانباً نفسياً وتعيد الحياة للبعض من هؤلاء أيضاً يحرص البرنامج على تقديم الدعم المادي لهؤلاء. بالفعل كانت هناك مفاضلة في ما يمكن أن يقدم ليحظى بهذه الزيارة، وكانت هناك لجان تمحص وتبحث في الأولويات وفي النهاية أن هؤلاء النفر الذين توكل لهم مهمة الاختيار هم بشر ينجحون كثيراً ويخفقون قليلاً جداً في الاختيار. نأسف إن كانت ملاحظات البعض في شأن الشخصيات المختارة والعزف على هذا الوتر كانت سبباً في إلغاء البرنامج، والاكتفاء ببرنامج الراعي والرعية والمبررات الظاهرة التي ساقها المسؤولون أن هناك تضارباً في البرنامج لذلك آثروا إلغاء البرنامج الأخير وهو تواصل، ولكنها ليست الحقيقة لأن هناك اختلافاً ما بين برنامج تواصل الذي يستهدف القيادات والمسؤولين وبرنامج الراعي والرعية الذي يستهدف الأسر المتعففة، وأصحاب الحاجات الخاصة وأسر الشهداء وغيرها من الحالات الخاصة.
إيقاف البرنامج يعني تجاهل الدولة لهذه الرموز التي قدمت الكثير والكثير فمثل تلك الزيارات كانت أقل ما يمكن تقديمه، لذلك أرجو أن لا نتراجع إلى الخلف، أتمنى من مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية أن يعيدا النظر في هذا البرنامج الناجح. وآمل أن يكون ما سمعته من نبأ بإلغاء هذا البرنامج ليس صحيحاً. وقف برنامج تواصل يعني قطع التواصل الإنساني مع هذه الرموز.