سهير عبد الرحيم : صحافة العلاقات العامة 34 زائر
يوم أمس الأول تَلقّيت دعوة كريمة من الأستاذ فيصل محمد صالح لأُشارك في ندوة خيمة الصحفيين التي يُنظِّمها مركز طيبة برس، الندوة كانت مُحاكمة بين جيلين من الصحفيين، جيل يُمثِّل الصحفيين القدامى وبين جيل آخر يُمثِّل الصحفيين الجُدد.
ضَمّ جيل القدامى أستاذنا مصطفى أبو العزائم والصحفية المشهورة بلقب الحوامة آمال مينا، وضم جيل الصحفيين الجدد الزميل فتح الرحمن شبارقة والصحفي عزمي عبد الرازق وشخصي، أهم محور طرقته الندوة هو غياب تواصل الأجيال بين الصحفيين، وهي حقيقة ماثلة وظاهرة موجودة تقريباً داخل الأكثرية من المهن والفئات .
ونحن وخلال الفترة التي عملنا بها في عدد من الصحف غَابَ عنا في بعض تلك الصحف دور رئيس التحرير الذي يُمثِّل الجيل القديم، فلم نستفد من تجربة أحدهم ولم تنعكس علينا أي من ملامح تلك الاستفادة، وذلك عكس جيل رؤساء التحرير الحديث والذين بذلوا جُهداً مُقدّراً في تدريبنا وتوجيهنا ونقل جزء من خبراتهم إلينا بحكم مُمارستهم الأطول للمهنة .
الصحفية الحوامة (آمال مينا) تطرّقت الى ما سمته بـ (كسل الصحفيين) في جلب الأخبار وتقديمهم تحقيقات استقصائية مميّزة وذلك بركونهم إلى الأخبار الجاهزة والباردة .
مُلاحظة مينا كانت صادقة الى حد ما، فقد افتقدنا منذ وقت طويل التحقيقات التي يَكون فيها جهدٌ واضحٌ وعطاءٌ مبذولٌ من أجل كشف الملفات المسكوت عنها والتنقيب خلف المعلومات المطموسة والمُغلقة بعيداً عن أعين المُواطنين، وإن كنت أرى أنّ سلسلة حلقات (الزلازل) التي نُشرت في اليوم التالي قد كان فيها جهدٌ واضحٌ من الزميل الصحفي شوقي عبد العظيم .
إنّ الصحفيين هم أحوج الناس الى الجلوس مع الأجيال القديمة ومُحاولة امتصاص رحيق تجربتهم، على الرغم من مرور الأكثرية منهم بفترات حكم شمولية مما يجعل الحال من بعضه والطريق إلى الاستفادة لا يتعدّى تغيير الشخوص في ظل وجود نفس الوضع للصحافة المأزومة .
خارج السور :
في الماضي مَزَجَ الكاتب المصري محمد حسنين هيكل بين كونه صحفياً وبين كونه مُستشاراً ومُقرّباً من الرئيس، فتحوّلت الصحافة الى صحافة علاقات عامة وهذا بالضبط حال البعض اليوم …..
كل ما اقترب الصحفي من القصر كل ما ابتعد عن الشارع..!