خالد عز الدين : الفراق المر
توقفت هنا .. اطلت النظر والانتظار .. قد تكون الفكرة بنظرة سريعة هي نفس الفكرة .. الانتقال من صحيفة لصحيفة جديدة ..بل قد يكون الامر هنا اكثر من عادي حيث انني اتيت للجوهرة من (قوون) وهانذا اعود الي قوون ولكن الموقف بالنسبة لي مختلف جدا هذه المرة .. فلاول مرة احس بانني ارحل واترك جزء مني في داخل هذا المكتب بين حروف هذا (الكي بورد) علي حواف هذه (الطربيزة) .
اليوم اكمل عاما في (الجوهرة) 365 يوما عشتها بكل جوانحي .. بالفرح والحزن والنبيل .. بالنقاش والابتسامات والعبوس .. بالكلمة الطيبة والاخوة الصادقة والزمالة الحقه .. حقيقة اشعر بانجذاب غير عادي لمجتمع هذه الصحيفة .. عشنا وكأننا نعيش علي اغصان اغنية البلابل (عشة صغيرة .. نفرشها ليك بحرير ايدينا .. نعرشها ليك برموش عيننا)
الجوهرة مولود جديد في عالم الصحافة الرياضية اضاء بسرعة وانطلق كما الصاروخ وتدافع كما الموج الازرق .. صحيفة تشعر بين صفحاتها بالهدوء والرزانة والادب والمهنية ولا تخاف من الغوص فيها .. فعلى جوانبها الامان رغم حدة المواضيع احيانا وصراحتها ..
تعودت ان انتقل من صحيفة لاخرى بكل ادب واحترام وتقدير ولكن هذه المرة عشت تجربة مع اهل الجوهرة غريبة بعض الشيء .. فقد قررت ان انتقل رئيسا لتحرير لصحيفة قوون المنافس القوي والشرس والوحيد لصحيفة الجوهرة .. كان هذا القرار قبل شهر تقريبا من الان .. جلست مع المدير العام الاخ مامون حسين .. أخبرته بكل تفاصيل انتقالي لقوون .. وفي المقابل اخبرت الاخوة الاعزاء في (قوون) بقيادة الاخ طه علي البشير بانني لن انتقل لقوون قبل ان اكمل العام في الصحيفة في نهاية شهر مايو .. ظللت اعمل في صحيفة (الجوهرة) بين اخوة اعزاء هم يعلمون بانني منتقل بعد ايام قليلة لصحيفة منافسة .. لم نتحسس نهائيا او يدخل الشك بيننا . بل بالعكس كان ذلك دافعا لي لمزيد من العمل والاخلاص والتاكيد علي ان الانسان يجب ان يكون صادقا حتى لحظاته الاخيرة في المكان الذي يعمل فيه .. وفي المقابل فان الاعزاء في الجوهرة لم يشعرونني ولو لحظة بانني ارحل عنهم كانوا يتعاملون معي وكأنني ابقى ابدا في هذه الجوهرة .. أسسنا لتجربة جديدة في التعاون والاحترام والثقة بين الزملاء .. كنا نتبادل القفشات والنكات في انتقالي لقوون .. وهانذا اكتب عمودي الاخير ما بين فرح وحزن وارتباك وثقة ومحبة للبقاء هنا وشوق لخوض تجربة جديدة فانا احب التجارب ولا اهاب الصعاب .. الصحفي يجب ان يكون مقتحما قويا مقاتلا وصادقا قبل كل شيء .. بكل الصدق والحب والمودة والزمالة والعشرة الطيبة التي عشناها سويا .. بكل تفاصيل حياتنا اليومية .. لكل فرد في هذه الصحيفة الطيبة اتقدم بالشكر الجزيل ابتداء من مدخل الصحيفة وحتي اخر ركن من اركان بيت ضمنا بترحاب .. شكرا لكم لصدقكم ومحبتكم وتعاونكم .. ومن قلبي اتمنى لكم دوام التقدم والازدهار ومرحبا بكم في عالم جديد من التنافس الشريف والاحترام ..
اخوكم .. خالد عزالدين هارون …