احمد يوسف التاي : سير الأخيار: قصة الذبيح
قال الله تعالى: (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهديني، رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم، كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين، وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين، وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين).
يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا، فبشره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام، لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل، لأنه أول ولده وبكره.
وقوله {فلما بلغ معه السعي} أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه. قال مجاهد: {فلما بلغ معه السعي} أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل.
فلما كان هذا رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا. وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا “رؤيا الأنبياء وحي”. قاله عبيد ابن عمير أيضا.
وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الوزير العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك وتركها هناك، ثقة بالله وتوكلا عليه، فجعل الله لهما فرجا ومخرجا، ورزقهما من حيث لا يحتسبان.
ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه، وهو بكره ووحيده، الذي ليس له غيره، أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته.
ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه، من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا {قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}.
فبادر الغلام الحليم، سر والده الخليل إبراهيم، فقال: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}. وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد.
×تصويب ضروري
أشرت أمس إلى الوزير الذي نقل أثاثات مكتبه إلى المنزل ، فور سماعه خبر إعفاء الولاة ، وقلت إن مصدري الموثوق أكد لي أن ذات الوزير جيءَ له ذات مرة ضمن قيادات الوزارة بثلاجة صغيرة للمكتب فأمر بنقلها إلى المنزل، لكن الصحيح أن الوزير نقل أثاثات المكتب لمنزله ولم ينقل الثلاجة حيث أن دستورياً آخر هو من قام بنقل الثلاجة إلى منزله، ويبدو أن البقر قد تشابه علينا وللأمانة أن الوزير نقل الأثاث فقط وليس الثلاجة وهذا ما لزم التصحيح.