رقية أبوشوك : الفرصة اغتنموها.. قد تفوتكم
الآن تجاوز شهر رمضان .. الشهر الفضيل النصف واقترب من النهايات وحينها سيبدأ العد التنازلي.. نسأل الله أن يوقفنا لفعل الخيرات وإفطار الصائمين وتلاوة كتاب الله الكريم.. لأن رمضان هو شهر القرآن .. فالقرآن أنزل فيه جملة واحدة في ليلة خير من ألف شهر ومن ثم بدأ ينزل على رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم كل آية على حسب المناسبة والله أعلم.. يا له من كتاب عظيم وشهر عظيم.. فالسلف الصالح كان عندما يأتي رمضان يجمعون كل الكتب ويخزنونها إلا القران ويقولون هذا هو شهر القرآن:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فمن لم يستطيع قراءة القرآن خلال النصف الأول من هذا الشهر الكريم فإن الفرصة ما زالت أمامه أن يبدأ اعتبارا من اليوم في القراءة سواء كانت فردية أو جماعية.
أن نبدأ بالقراءة اليوم حتى لا نضيع الفرصة ويصيبنا الندم لأن العمر غير معروف ولا ندري هل نحن باقون على قيد الحياة عندما يأتي رمضان العام القادم … فالعمر كما يقولون ساعة فيجب أن نغتنمها في جلائل الأعمال التي تصبح خالدة مدى الحياة يتذكرك الناس بها … فالكلمة الطيبة والعشرة الجميلة تبقى
نتمنى أن يكون هذا الشهر فرصة لإزالة الضغائن خاصة نحن في زمان كثر فيه موت الفجاءة فحتى لا نندم على فعل مكروه تجاه الآخرين.. قد تصدر منك كلمة جارحة تبقى مدى الحياة.. هذه الكلمة أو العبارة قد تكون من شقيق أو حتى زميل .. تؤذيك وتؤلمك لأنها من ذوي القربى … (فظلم ذوي القربى أمر).. يظلمك بعباراته الجارحة التي قالها بشكل انتقامي ولكنه لايدري ماذا سيكون وقعها بالدواخل..ستبقى مدى العمر ولن تنساها أبدا حتى ولو فقدت الذاكرة.. قد يؤذيك أيضا بالمن والأذى والافتراء عندما يعطيك شيئا أنت لم تطلبه منه والله سبحانه وتعالى يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
ولأن هذا هو شهر القرآن ولأن سورة البقرة هي السورة التي أنزلت فيها آيات الصيام وددت أن أذكركم بها ونحن نقارب من نهاية الشهر الكريم …. يجب أن نتصالح مع أنفسنا وأن نجلس معها لثوانٍ معدودة ونعمل جرد حساب إن لم يكن يومي فليكن كل ثلاثة أيام حتى نمسح من الدواخل الأشياء التي لا ترضي الله ورسوله ونتذكر أن هناك من ظلمناهم وهناك من تعاملنا معهم بكل كبرياء وفوقية متناسين قول الله سبحانه وتعالى (
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وقوله تعالى:
(ولا تمشِ في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)
عفوا سادتي وددت أن أذكركم حتى لا تضيع منكم الفرص الجميلة وأنا أعلم تماما بأننا نحمل نفوس جميلة ولكن هناك من غشته الدنيا وتناسى وهناك من ألهته الظروف المعيشية وجعلته غافلا،
فالتقرب إلى الله هو الوسيلة الوحيدة التي تجعلنا نكون الأحسن وأن نتذكر أن الله ليس بغافل وهو وكيل الغافلين.
فرمضان يجب أن يكون فرصة وأن نتجه للقرآن وهو مدرسة الحياة فعندما نتعلمه حينها سنتعلم كل شيء ويجب أن لا ننسى أن نطعم الفقير ونحسن إليه ونبحث عنه لأننا حتما سنلاقيه وهم كثر ولكنهم بعيدون من التعفف.. يجب أن نكون كالريح المرسلة في رمضان وأجود ما نكون ونحن قدوتنا حبيبنا محمد رسول الله الذي كان أجود ما يكون في رمضان كان أسرع من الريح.
اللهم نسألك أن توفقنا لعمل الطاعات والبر بالوالدين والأهل والأحباب وأن توفقنا أن نكون من الفائزين بليلة القدر وأن يأتي العيد ونكون من الذين أُعتقت رقابهم وأن تجمعنا مع رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى
اللهم آمين يا رب العالمين.